كشف مصدر أمني مصري رصْد نشاطٍ مكثف للكتائب الإلكترونية لتنظيم الإخوان الإرهابي، يستهدف استقرار الدولة المصرية ببث الشائعات وحشد الرأي العام ضد مؤسسات الدولة، مؤكدا أن السلطات تتصدى لهذه المخططات بيقظة كبيرة.
وفي التفاصيل، أوضح المصدر المصري لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن السلطات رصدت عدة صفحات عبرمواقع التواصل الاجتماعي يستغلها الإخوان للترويج لأفكارهم العدائية، بالتزامن مع مناسبات مختلفة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة.
وقال إن هذه الصفحات تتخفَّى تحت مسميات اجتماعية وترفيهية، لكنها تنشط بين الحين والآخر لنشر أفكار مسمومة تستهدف المواطنين لتهييج المشاعر وإثارة الفوضى.
وأشار المصدر إلى أن غالبية هذه الصفحات تدار من خارج البلاد، وتنشط بشكل مكثف لتسليط الضوء على حدث بعينه بغرض إثارة البلبلة، مؤكدا أن السلطات المصرية تتعامل بمنتهى اليقظة مع هذه المخططات، وتوجه ضربات استباقية مستمرة لنسف هذه المخططات ومحاصرة نشاط التنظيم الإرهابي.
أداة اغتيال
من جانبه، قال الباحث المصري المختص في الإسلام السياسي والإرهاب، منير أديب: "إن الكتائب الإلكترونية هي أحد الدلائل التي تؤكد تطرف التنظيمات الدينية والإخوان على وجه التحديد، مشيرا إلى أن كافة تلك التنظيمات تمتلك أذرعًا مسلحة تمارس دورها في منظومة العنف وتصفية الخصوم، واستهداف المؤسسات الوطنية في الدول، وكذلك لها كتائب إلكترونية تمارس عملية تشويه واستهداف للخصوم ما يمكن أن نسميه بالاغتيال المعنوي.
وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، يوضح أديب أن عملية الاغتيال المعنوي ونشر الشائعات والتحريض على الفوضى هي مهام في سياق توظيف الجماعة الإرهابية لكافة أدواتها في حربها ضد الدول والأشخاص.
وأوضح أن الإخوان لديهم آلاف الكتائب الإلكترونية، تستخدم في الاغتيال المعنوي وتصفية الخصوم بشكل مستمر، وتنشط في أوقات محددة.
وأشار أديب إلى أن الجماعة عندما تفشل في الوصول إلى شخص تريد تصفيته أو اغتياله عن طريق كتائبها المسلحة، تلجأ إلى نظيرتها الإلكترونية، مشيرا إلى أن بعض هذه الكتائب قد ينشط بعد وفاة الشخص بهدف الانتقام، كما هو الحال مع الإعلامي الراحل وائل الإبراشي، قائلا: "عندما كان الإعلامي على قيد الحياة فشلوا في استهدافه بفضل جهود السلطات الأمنية، كما فشلوا في اغتياله معنويًّا أيضًا؛ لذلك أرادوا أن يحققوا ذلك بعد وفاته."
كيف تدار الكتائب الإلكترونية ومن يمولها؟
وبحسب أديب، تدار الكتائب الإلكترونية الإخوانية في الوقت الراهن تحت إشراف القائم بأعمال مرشد الإخوان إبراهيم منير، ويوجد معظمها في لندن وبعض العواصم الأوروبية.
ويتقاضى عضو التنظيم نحو 3000 إلى 4000 دولار شهريا كراتب للعمل في هذه المنصات التي تعمل على جمع المعلومات من الصحافة والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وتزييف الحقائق، وفق أديب الذي قال إنه يتم اختيار الشخصيات الأكثر انتقادا للتنظيم من الشخصيات العامة والسياسيين والكتاب، وإطلاق حملات لانتقادهم وتشويههم.
كما تتولى هذه الكتائب، وفق أديب، عملية فبركة أخبار وقيادة حملات عبر المواقع الإلكترونية التابعة للإخوان؛ لتزييف الوقائع وتحريض المواطنين ضد الدولة، مؤكدًا أن مصر نجحت في التعامل مع هذه الحيل والتصدي لها بحزم، على مدار السنوات الماضية.