حراك دولي مستمر لمحاولة الخروج من حالة الضبابية في الساحة الليبية، حيث طالب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإيطالي بييرو فاسينو، بضرورة إيجاد مبادرة سريعة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؛ لإنهاء انسداد عملية الاستقرار في ليبيا.
وحذر البرلمان الإيطالي من خطورة الوضع في الداخل الليبي حال تأجيل جديد للانتخابات بعد شهرين، وهو ما سيكون بمثابة إشارة قاطعة لإرادة القوى الإقليمية في إبقاء حالة الفوضى المستمرة حتى الآن.
التحذير الإيطالي حول الوضع في ليبيا، جاء بالتزامن مع تحركات أميركية نشطة خلال الأيام الماضية من جانب سفير واشنطن لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، حيث أجرى عددًا من اللقاءات والاتصالات الهاتفية للدفع نحو الحفاظ على زخم الانتخابات وتحديد موعد في القريب العاجل.
ميزان التحركات الأميركية
"لم تتدخل واشنطن بشكل فعال في الأزمة الليبية".. هكذا علق أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت عبد العزيز عقيلة، على الحضور الأميركي في أزمة بلاده، مؤكدًا أن حضور واشنطن المتمثل في نشاط السفير نورلاند، هدفه صد أي نفوذ روسي لا أكثر.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن تحرك واشنطن في ليبيا يأتي في إطار الدفع نحو وجهة النظر الأممية، وتقديم الدعم لتحركات المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز.
وكان السفير الأميركي لدى ليبيا، أجرى الأربعاء اتصالًا هاتفيًّا مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، تناول فيه الخطوات التالية في العملية الانتخابية.
وأوضح نورلاند في بيان للسفارة الأميركية، أن الخطوات التالية تعتمد على القادة الليبيين، إلا أن الولايات المتحدة تدعم بقوة اتباع المسار الذي يمكن أن يؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة وشاملة، في غضون 18 شهرًا من الإطار الزمني لخارطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي.
ويأتي اتصال السفير الأميركي بالمرشح الرئاسي عقيلة صالح، عقب تأكيد عدد من النواب في البرلمان عودته لرئاسة البرلمان، بعد تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر عقدها الشهر الماضي.
في تلك النقطة، أوضح عبد العزيز عقيلة أن عودة صالح للبرلمان لن تؤثر على شكل أو أعمال لجنة خارطة الطريق التي تتواصل مع المفوضية العليا للانتخابات؛ من أجل التوصل لموعد جديد للاستحقاق الانتخابي.
في سياق تحركات السفير الأميركي نحو الدفع لتحديد "الموعد الحائر" للانتخابات الرئاسية، أجرى نورلاند، الأربعاء، اتصالاً هاتفيًّا مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، للتأكيد على أهمية متابعة جميع الخيارات للحفاظ على زخم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، تلبيةً لرغبة الملايين من الليبيين لممارسة حقهم في التصويت.
وثمّن السفير الأميركي خلال الاتصال، جهود المجلس الرئاسي في توحيد المؤسسة العسكرية، والاقتصادية المتمثلة في مصرف ليبيا المركزي، معبرًا عن تفاؤله بجهود المجلس الرئاسي في لمِّ الشمل من خلال مشروع المصالحة الوطنية، من أجل المحافظة على الاستقرار في ليبيا.
المفوضية والموعد الحائر
في سياق الاجتماعات واللقاءات الدولية والمحلية للتوصل إلى موعد جديد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، قال أبوبكر علي مردة، عضو مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، إن القوة القاهرة لا تزال مستمرة، ولن تتم الانتخابات في موعد الرابع والعشرين من يناير الجاري.
وأكد عضو مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن موعد 24 يناير الجاري، كان مجرد اقتراح من المفوضية وفقًا لنص المادة 43 من القانون رقم 1 لسنة 2021 لانتخاب رئيس الدولة.
وأضاف علي مردة أنه في حالة تعذر إجراء الانتخابات في الموعد المحدد يتم تحديد موعد آخر خلال 30 يومًا من ذلك اليوم باقتراح من المفوضية وبالتنسيق مع البرلمان، مؤكدًا أنه لا يوجد موعد قريب لإجراء الانتخابات.
وتابع عضو مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، قائلًا: "في ظل هذه الظروف لا أستطيع الاجتهاد بشأن تحديد موعد محدد، المشهد السياسي متخبط وكل أجندة تختلف عن الأخرى.. ننتظر نتائج لجنة خارطة الطريق المشكّلة من البرلمان".
ولا تزال حالة الغضب مستمرة في الشارع الليبي، شرقًا وغربًا، للمطالبة بالانتخابات الرئاسية تليها البرلمانية، وسط حالة من الضبابية بشأن حسم الموعد، ومنذ إرجاء الانتخابات في 24 ديسمبر الماضي، شهدت معظم المدن الليبية تظاهرات، حيث يطالب المحتجون بضرورة إجراء الانتخابات كسبيل وحيد للخروج من الفوضى التي تعاني منها البلاد.