أجمع خبراء ومختصون بالإسلام السياسي على أن جماعة الإخوان مثلت المرجع الشرعي للإرهاب وقامت بتغذية خطاب الكراهية والتطرف منذ نشأتها في عام 1928 وعلى مدار ثمانين عاما، مؤكدين أن الجماعة لا تؤمن بفكرة الدولة الوطنية وعملت بشكل كبير على هدمها لدى الشعوب العربية.
وأوضح الخبراء خلال ندوة عقدها مركز تريندز للبحوث والاستشارات الأربعاء، تحت عنوان: "خطاب الكراهية والتطرف.. مدخل جديد"، وتابعتها "سكاي نيوز عربية"، عدة سبل لمواجهة الإخوان فكريا وتنظيميا أهمها تفكيك الخطاب وبيان زيف الادعاءات.
وقال مستشار الرئيس المصري للشؤون الدينية، الدكتور أسامة الأزهري إن خطاب التطرف والإرهاب تغذيه على مدار الثمانين عاماً الماضية 40 تياراً متشددا في مقدمتها جماعة الإخوان وما تفرع عنها من جماعات إرهابية ومتطرفة.
وفي كلمته خلال الندوة أوضح الأزهري أن التيارات المتطرفة تدور حول 35 مفهوماً، منها الحاكمية والجاهلية والتكفير وغيرها. وتحاول هذه التيارات إيجاد تفسيرات مغلوطة لهذه المفاهيم من دون أن يكون لها أي مرجعيات شرعية صحيحة.
وأشار الأزهري إلى أن سيد قطب، وهو أهم منظري التنظيم، استند إلى فكرة التكفير في تكفير الجميع، كما روج لفكرة جاهلية المجتمعات المسلمة حتى أنه كررها في كتاباته أكثر من 1000 مرة، موضحاً أن فكرة الولاء والبراء لدى تيارات التطرف تقوم على رفض فكرة الوطن الذي تعتبره أحد مرتكزات التكفيرـ فالإنسان لا يكون كامل الإيمان إلا إذا تبرأ من وطنه وعاداه.
وتابع: "نحن في حاجة إلى مشروع فكري تجديدي أصيل للمسلمين قادر على أن يهضم تحديات العصر وأسئلته وأن يشتبك مع ثقافات العالم من حولنا."
من جانبه، أكد نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية الدكتور خليفة مبارك الظاهري أن مصطلح "الفرقة الناجية" ساهم منذ انتشاره في أوساط جماعات التطرف، في بناء ثقافة الإقصاء والكراهية وفي انتشار مصطلحات الفسق والتكفير.
وأوضح خلال كلمته أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى صناعة الإرهاب والتطرف، من بينها الفهم الخاطئ للدين وعدم احترام الاختلاف ورفض الآخر، موضحاً أن غياب العالم الديني المستنير المنفتح على العلوم الإنسانية أدى الى ظهور نبتة جاهلة من مدعي العلم تتسم بالجمود دون إدراك الفهم الصحيح للدين.
وفي سياق متصل، أوضح المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور عمر حبتور الدرعي، أن هناك ملامح عديدة لخطاب التطرف، من بينها إثارة الفتن في المجتمعات، وانتقادها دائماً، وفرض أفكار غريبة عليها، وترويع الآمنين، واختطاف النصوص الدينية.
وقال في كلمته إن أبرز تحولات الخطاب المتطرف كان توظيف وباء كوفيد 19 في التخويف والترويع والشماتة في المرضى، بزعم أن الوباء عقاب من الله للبشرية، وهناك آليات عديدة لمحاربة الخطاب المتطرف من بينها وجود خبراء مؤهلين لمواجهة هذا الخطاب، وإعادة الثقة في المؤسسات الرسمية الدينية، ونزع صفة المتحدث الرسمي باسم الدين.
وقال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين دولة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور سلطان فيصل الرميثي، إن تحقيق التنمية الشاملة في الدول والمجتمعات إحدى أهم الأدوات في مواجهة التطرف وخطابه.
وأكد أن مصر ضربت نموذجاً مهماً في مواجهة التطرف والإرهاب حيث نجحت في بلورة استراتيجية شاملة ومتكاملة تضمنت أبعاداً أمنية وفكرية وتنموية، والدولة المصرية أخذت على عاتقها مسئولية مواجهة الإرهاب والتطرف في المنطقة، وكانت حائط صد قوي ضد المتطرفين والإرهابيين.