في أول تحرك من جانب الدول الأوروبية تجاه تداعيات تأجيل الانتخابات الليبية، أجرت إيطاليا محادثات مع فرنسا والولايات المتحدة لبحث السيناريوهات المطروحة.
ومع ترحيب محللين وسياسيين ليبيين بالخطوة، إلا أن بعضهم يراها "جاءت متأخرة"، وكان يلزم الحزم في دعم إجراء الانتخابات في موعدها الذي كان مقررا 24 ديسمبر المنصرم.
وبحسب مجلة "ديكود 39" أجرى وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو محادثتين هاتفيتين مع واشنطن وباريس ناقش خلالهما مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، العملية الانتخابية والتحول السياسي في ليبيا.
وأكد الوزيران دعم المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز، وحملت محادثته مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكين نفس الفحوى.
من جهتها، قالت الخارجية الأميركية إن الجانبين ناقشا الجهود الليبية الجارية لتنظيم الانتخابات دون مزيد من التأخير.
ونقلت "مجلة ديكود 39" أن دي مايو يرى أنه لا توجد الآن مؤشرات مشجعة داخل ليبيا خاصة بعد حديث رئيس المفوضية الليبية العليا للانتخابات، عماد السايح، أمام مجلس النواب في طبرق، الاثنين، بشأن العقبات القانونية والسياسية والأمنية التي أجبرت المفوضية على تأجيل الانتخابات.
وعلى هذا، يرى الوزير الإيطالي الموعد الأخير الذي أعلنته المفوضية، 24 يناير، لإجرائها غير عملي.
3 أسباب
وفي الجلسة البرلمانية، حدد السايح 3 أسباب وراء اضطرار المفوضية إعلان صعوبة إجراء الانتخابات في موعدها.
السبب الأول "الأحكام القضائية المتضاربة" بشأن بعض المرشحين، وكثرة أعدادهم التي لا تتناسب مع المدة الممنوحة للمفوضية للتأكيد من سلامة سجلاتهم من التزوير.
والسبب الثاني التهديدات التي تلقتها المفوضية من المليشيات في غرب ليبيا، ومنها التهديد باقتحام مقر المفوضية إن تمت الانتخابات بقائمة مرشحين لا تقبلها هذه المليشيات، والتشكيك في إمكانيات ونزاهة المفوضية، مع سكوت مؤسسات الدولة، بما فيها المجلس الرئاسي والحكومة والبرلمان، أمام هذه التهديدات.
والسبب الثالث المترتب على ما سبق، هو تشكك المفوضية في قدرة وزارة الداخلية على تأمين العملية الانتخابية في هذه الظروف.
"تحرك متأخر"
وأبدى عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي (يضم 75 شخصية من كافة الأطراف الليبية وساهم في وضع خريطة الطريق الخاصة بالانتخابات) أبو بكر عيسى العبيدي، ترحيب الملتقى بأي جهد أو لقاءات تسعى لتقريب وجهات النظر وتحقيق الهدف الأساسي وهو الوصول إلى الانتخابات.
وأوضح العبيدي أن الهدف الأساسي والمكسب الوحيد والأهم في خريطة الطريق هو الانتخابات، التي هي بمثابة الحل لكل مشاكل ليبيا، مضيفا أن الليبيين تعرضوا لصدمة بعدم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها.
وفي تقدير المحلل السياسي الليبي سليمان الباروني فإجراء محادثات مشتركة بين الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا "خيار صحيح"؛ لأنها من أكثر الدول تأثيرا في ملف ليبيا.
وفي حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، اعتبر في نفس الوقت أن هذا التحرك "قد يكون متأخرا بعض الشيء"، مرجعا ذلك إلى أن "القوى الدولية إن أرادت إجراء الانتخابات في ديسمبر لفعلتها، ولكنها أبدت رعونة دفعتنا للوراء مرة أخرى" وقد نذهب لفترة انتقالية طويلة مرة آخري".
وحذر الباروني من أنه إذا مر يناير دون إجراء الانتخابات "قد ندخل في معضلة سياسية، وقد تمتد لتكون عسكرية أيضا؛ وبالتالي ينهار وقف إطلاق النار؛ ولذلك هناك ضرورة لاتخاذ خطوات جادة تضمن عودة العملية السياسية لطريقها الصحيح".