عززت مصر جهود المواجهة الفكرية لتيارات التطرف والإرهاب بشكل مستمر على مدار السنوات الماضية، وبعد النجاح الذي حققته المواجهة الأمنية في دحر التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابع تمويلها، تتجه الجهود في الوقت الراهن إلى التركيز على تفكيك الخطاب الإخواني ومناقشة أفكاره لبيان زيفها وفسادها.

وبحسب مصدر رسمي مطلع داخل أحدى المؤسسات الدينية في مصر، تعكف كافة المؤسسات المعنية على تكثيف الجهود الخاصة بمواجهة الأفكار الإخوانية المتغلغلة في عمق المجتمع المصري على مدار السنوات الماضية لفصلها تماما عن صحيح الدين الإسلام، ووضع حدود بين ما هو نص ديني وما هو تفسير شخصي.

ويقول المصدر الذي تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية" وفضل عدم ذكر اسمه، إن الجهود المصرية المكثفة تهدف الحفاظ على عقول الأجيال القادمة من تلك الأفكار الملوثة والمصبوغة بالإرهاب والعنف والتطرف.

وأشار إلى أن تلك الأفكار تقدم إلى المتلقي باعتبارها في صحيح الدين الإسلامي وهو أمر غير حقيقي، مشيراً إلى التعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية بالأمر في إطار حرص الدولة المصرية على تماسك نسيجها الاجتماعي والحفاظ على ثروتها من الشباب.

ويشير المصدر إلى أهمية مواجهة تلك الأفكار لتقديم مراجعات للشباب الذين خدعوا بأفكار الإخوان، وأيضا حماية الجميع من الوقوع فيها واصفاً الأمر بأنه مظلة لحماية العقول والتعريف بصحيح الدين.

ويوضح المصدر أن حماية المجتمع من الفكر المتطرف واجب وطني على كل من لديه القدرة من الكتاب والمثقفين ورجال الدين والمؤسسات، مع تعزيز دور الدولة الوطنية في حماية النسيج الاجتماعي وإعلاء قيم الوطنية والانتماء بعيدا عن الأفكار المؤدلجة.

أخبار ذات صلة

بالتفاصيل.. هكذا تدار أموال الإخوان من أوروبا إلى إفريقيا
تهديد القواعد.. ما تطورات الحرب المستعرة داخل الإخوان؟
"إيد واحدة" بمصر.. مزيج بين ترانيم الكنائس وابتهالات المساجد
مصر.. حكم بالسجن المؤبد على الإخواني محمود عزت بقضية التخابر

مستشار الرئيس يفكك الخطاب الإخواني

وفي سياق المواجهة الفكرية  مع تيارات الإخوان، تعكف المؤسسات الدينية في مصر وفي مقدمتها الأزهر الشريف ودار الإفتاء، ووزارة الأوقاف على تقديم نقد دقيق للأفكار الإخوانية ومتابعة تيارات الإرهاب في العالم ومعالجة تقارير ودراسات دقيقة حول نشاطها ومستقبلها وأفكارها أيضاً.

ومؤخراً انطلق برنامج "الحق المبين" على قناة "dmc" المصرية، الذي يستضيف العالم الأزهري أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية المصري للشؤون الدينية بشكل دائم، يحاوره الإعلامي أحمد الدريني.

ويعد البرنامج بمثابة اشتباك فقهي وعلمي مع الشُبهات الفقهية والعلمية التى تزعّمتها وروّجتها تيارات الإسلام السياسي، وشرّعت من خلالها للعنف والقتل والدم والإرهاب.

وفي أول حلقاته التي عرضت في نوفمبر الماضي، قدم البرنامج وثيقة تُعرض لأول مرة، مكتوبة بخط يد أحد كبار قادة الإخوان الأوائل، ويروى خلالها شهادة خطيرة عن حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، وتفاصيل لقائه، بشخصية بريطانية في غاية الخطورة، ثم توالت الانفرادات التي تمثل قراءة خطيرة ودقيقة للفكر الإخواني وتيارات التطرف بوجه عام.

وقال الأزهري إن "هناك نحو 40 تيارا إسلاميا متطرفا خرجوا من تحت عباءة الجماعة الإرهابية، في مقدمته تلك الجماعات، الجماعة الإسلامية والتكفير والهجرة والقاعدة وتنظيم داعش وبوكو حرام والسلفية الجهادية في الشام واحرار بيت المقدس وحركتي حسم وغيرها.

 وكان الأزهري قد ألف كتاب "الحق المبين" الذي صدر فى عام 2015 ،  ويهدف إلى الرد على من تلاعبوا بالدين الإسلامي، و تحول الكتاب إلى مشروع فكرى متكامل للرد على الأفكار المتطرفة للجماعات الإرهابية من الإخوان وداعش بمنهج علمي إسلامي.