أعلنت الولايات المتحدة أنها تشارك الشعب الليبي "خيبة الأمل"، بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كان من المقرر إجراؤها شهر ديسمبر المنصرم.

واعتبر السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، في تغريدته عبر تويتر، أن زخم الانتخابات لا يزال قويا وهو ما يظهر من خلال تسجيل نحو 2.5 مليون بطاقة انتخابية.

تصريحات السفير الأميركي لم تكن الأولى خلال الساعات الماضية التي أطلقتها واشنطن حول الأزمة الليبية، فمنذ ساعات أعلنت الولايات المتحدة تأييدَها لتحركات الشارع الليبي المطالِب بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؛ للبدء في بناء مؤسسات شرعية للبلاد.

وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إن واشنطن تقف في صف الشعب الليبي، وتدعم أي عملية لتعزيز استقلالية البلاد، محملاً السلطات الليبية المعنية مسؤولية تحديد موعد جديد للانتخابات في أسرع وقت.

وأضافت الخارجية الأميركية أن واشنطن ستواصل دعمها للجهود المستمرة، التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، ولتعزيز عملية يقودها ويملكها الليبيون؛ من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة.

موقف جديد لواشنطن

التصريحات الأميركية الأخيرة حول الأزمة الليبية جاءت مختلفة عن التصريحات والبيانات السابقة بحسب محللين.

في السياق ذاته، قال المحلل العسكري محمد الترهوني، إن الشعب الليبي قراره واضح الآن، وهو استبعاد الشخصيات الأكثر شبهة ورفضًا للشارع، والإسراع في تنفيذ الاستحقاق الانتخابي.

وأوضح المحلل العسكري، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الشارع الليبي أوصل صوته ورأيه للقوى الخارجية المعنية بالملف الليبي، أي "لا بديل عن الانتخابات"، محذرًا من اندلاع صراع مسلح جديد نتيجة الانقسامات التي تضرب البلاد في الوقت الراهن.

وقال الترهوني إن البيان الأميركي الأخير جاء عقب يقين المجتمع الدولي ودول الجوار بأن هناك 3 تيارات في الداخل أصبحوا معضلة كبيرة حول الاستحقاق الانتخابي المتعثر.

وتابع المحلل العسكري: "التيار الأول متمثل فيما يسمى بـ"الإسلام السياسي" الذي يتزعمه تنظيم الإخوان والميليشيات المتحالفة معه، والتيار الثاني متمثل في حكومة تسيير الأعمال المتشبثة بالسلطة ولن تسلمها سلميًّا، والتيار الثالث هو الشارع الذي ينادي بالانتخابات".

وتوقع الترهوني مزيدًا من التصعيد في اللهجة الأميركية تجاه المؤسسات الليبية الحالية التي ثبت بالفعل أن بعضها يعمل بكل قوة على تصدير العراقيل أمام حلم الليبيين، بخلاف تفعيل ورقة العقوبات.

أخبار ذات صلة

ليبيا.. ميليشيات طرابلس تحتشد تحسبا لإقالة حكومة الدبيبة
عقب تعذر إجراء انتخابات ليبيا.. الدبيبة يعود لصدارة المشهد

الانتخابات الرئاسية سريعا

في سياق التوافق الدولي الحالي حول ضرورة عقد الانتخابات الرئاسية الليبية، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن الحديث مع نظرائه: الأميركي والألماني والبريطاني، كان مثمرًا للغاية، مشيرًا إلى أنهم تناولوا العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها ضرورة إعطاء جميع الأولويات في الوقت الحالي إلى عقد انتخابات رئاسية سريعة في ليبيا.

وكان كل من وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، ووزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، ووزيرة خارجية بريطانيا ليز تراس، ووزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بايربوك، قد تبادلوا اتصالًا هاتفيًّا مجمعًا؛ للنقاش حول العديد من الملفات؛ أبرزها الملف الليبي.

في هذا الإطار، أكد الأكاديمي الليبي محمد الهلاوي، أن واشنطن أدركت بالفعل أن بعض القوى السياسية في الداخل الليبي لن تتحرك نحو الانتخابات إلا عن طريق قوة ضغط خارجية تساعد ضغط الشارع الليبي الذي يطالب بالاستحقاق الانتخابي.

وأضاف الأكاديمي الليبي، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الشارع الليبي الآن لن يتنازل عن موعد قريب للاستحقاق الانتخابي الذي أصبح عرضة للخطر بين المؤسسات الليبية التي تحاول التملص من تهمة التأجيل.

وأوضح الهلاوي أن التوافق الدولي حول شكل المرحلة المقبلة في ليبيا بدأ في الظهور عقب فشل الداخل الليبي في عقد الانتخابات الرئاسية، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يطالب الآن بشكل واضح بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية أولًا، وفي أسرع وقت ممكن.

ويشهد الشارع الليبي حالة من الغضب العارم نتيجة تأجيل الاستحقاق الانتخابي، في ظل حالة الغموض حول الموعد الجديد للاستحقاق، حيث إنه يعد المخرج الوحيد للأزمة التي ضربت البلاد على مدار عقد من الزمان.