استقبل لبنان العام الجديد 2022، على وقع الكهرباء المقطوعة في مناطق واسعة في البلاد، حاولت المولدات التخفيف من وطأتها، بينما أطلق كثير من اللبنانيين نيران أسلحتهم الرشاشة في السماء، فيما بدا أنه بديل عن الألعاب النارية المعتادة.
وغطت العمتة على مناطق واسعة في العاصمة بيروت، كما بقية المناطق في لبنان، في ليلة رأس السنة، استمرارا لأزمة الكهرباء المتفاقمة في البلاد منذ عقود وزادت حدتها في الآونة الأخيرة.
ورغم أن الأجهزة الأمنية اللبنانية أكدت منع استخدام الأسلحة في استقبال العام الجديد، إلا أن أزيز الرصاص كان يسمع في البلاد مع دقات الساعة منتصف الليل.
وأظهرت لقطات فيديو الرصاص وهو يحلق في السماء كنقاط حمراء سريعة الحركة، بينما كانت دوي أسلحة متعددة يسمع في الخلفية.
وانتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة إطلاق النار العشوائية في ليلة رأس السنة، محذرين من خطورة الأمر، كما انتقدوا فشل الحكومة في تأمين أساسيات الحياة مثل الكهرباء.
احتفال رغم الأوضاع
ورغم الأوضاع الصعبة جراء الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عامين، إلا كثيرا من اللبنانيين أصروا على الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة.
ورصد موقع "سكاي نيوز عربية" أن بيروت شهدت حواجز ليلية لقوى الأمن الداخلي لمراقبة إجراءات تدابير فيروس كورونا .
وكان اليوم الأخير من 2021 شهد ازدحاماً في الطرق، وكذلك في محال صناعة الحلوى والشوكولاتة.
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، استطاعت طبقة معينة من اللبنانيين تأمين حاجاتهم من الحلوة للاحتفال بالمناسبة.
وقالت مدى، وهي لثلاثة أولاد، لموقع "سكاي نيوز عربية": "علينا أن نفرح مهما قست الظروف ، في قلوبنا غصة على ما نحن به ولكن هذا لا يثنينا عن الأمل الذي ربما يكون قادماً الينا مع العام الجديد".
وعج أحد محال بيع الحلوى في بيروت بالزبائن، رغم ارتفاع ثمنها، فالكعكة المخصصة لعشرة أشخاص تباع بـ500 ألف ليرة لبنانية (حوالى 20 دولارا أميركيا),
وكان ثمنه لا يزيد عن 100 ألف ليرة في العام الماضي.
وقال شادي، وهو أحد الزبائن في المحل لموقع "سكاي نيوز عربية: "للمرة الأولى في لبنان، رواتب كثير من اللبنانيين لا تكفي لشراء قالب حلوى صغير".
وسط بيروت
وفي وسط العاصمة وتحديداً عند مدخل أسواق بيروت مجموعة من العائلات فضلت الوصول من المناطق البعيدة عن العاصمة لإلتقاط الصور التذكارية مع زينة حملت شعار " الأمل لبيروت " باللغتين الإنجليزية والعربية " و"بيروت الحب".
أما في شارع فردان في بيروت فقد ارتفعت لوحة كبيرة حملت شعار "أحلى بلد بالعالم لبنان".
مواقع التواصل الاجتماعي
على صفحات التواصل الإجتماعي يختلف الحال فبين تمنيات بعام أفضل دوّن كثير من اللبنانيين أوجاعهم تحت شعار "هاشتاغ كان عاماً مليئاً بـ(..) " فمنهم من قال: "بالذل وبالطوابير" وآخرون وصفوه بـ "عام العتمة الحالكة ".
وما ميز صفحات التواصل لهذا العام التشاؤم الذي رافق عبارات اللبنانيين سواء كانوا محللين صحفيين أم خبراء اقتصاديين أم طلاب وأساتذة وأطباء حيث بدا الجميع غير مقتنع بعام مقبل يكون أفضل من الذي سبقه، وكأن عام 2021 وضع في قلوب الشعب اللبناني رعب تكرار الأحزان الى الأبد .
وغرد الاعلامي فادي شهوان فكتب: "يا رب امنحنا في السنة المقبلة رجاءً وايماناً وقوة وصموداً كي نجتاز الصعاب التي تعصف ببلدنا".
وكتب الشاعر طلال الورداني قصيدة قال في مطلعها":
عام مضى يا ليته ماكانا لم يحمل البشرى ولا الألحانا
عام مضى والحزن خيم رابضاً فوق القلوب وأوجع الإخوانا
إرحل فلا أسف عليك أهنتنا وأذقتنا الآلام والأحزانا
رعب من كورونا
بالمقابل فقد سجل عداد كورونا في النهار الأخير من العام حسب ما أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل "4290 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 727930 ، كما تم تسجيل 17 حالة وفاة".
وغرّد رئيس لجنة الصحة النائب عاصم عراجي عبر "تويتر" قائلاً : "وفق الدراسات العالمية إن متحور اوميكرون يزداد الى الضعف كل يومين ونصف، والمتوقع أن ترتفع الإصابات لأن التفشي أصبح مجتمعياً، وزيادة دخول المرضى الى أقسام كورونا متوقعة بعد رأس السنة ، وعدد الأسرة المخصصة قليلة وسنكون أمام واقع صحي أليم، والالتزام والتطبيق ضروري جدآ، والا سندفع الثمن".
الوضع الأمني
على الرغم من كل الضغوط الإقتصادية التي يعيشها عناصر القوى الأمنية لجهة عديدهم ورواتبهم الا أن هذا الجهاز على جهوزية تامة خشية وقوع حوادث أمنية وقد انتشرت عناصره على الأراضي اللبنانية وفي قلب العاصمة بيروت من ساعات ما بعد ظهر اليوم.