أعلنت الأجهزة الأمنية المصرية القبض على سائق في أسوان، يقود شاحنة وبحوزته 50 كيلو غراما من الذهب، اعترف بالحصول عليه من عمليات التنقيب العشوائي غير المصرحة، وكان يشرع في بيعها للتربح منها.
ووجدت الشرطة المصرية أيضا بحوزة السائق 3 أسطوانات مملوءة بمادة الزئبق الأحمر، وعن ذلك قال النائب في مجلس الشيوخ المصري، أسامة الهواري، إن المنقبين العشوائيين وغير الشرعيين عن الذهب والمعادن يستخدمون الزئبق الأحمر خلال عمليات التنقيب، اعتقادا منهم بأنها تساعدهم في الكشف عن المناطق التي بها الذهب عبر تسخير الجن.
الهواري الذي هو من محافظة قنا وهي من أهم المناطق الغنية بالمعادن والذهب، قال لموقع سكاي نيوز عربية، إن عمليات التنقيب العشوائي تجعل تجارة الزئبق الأحمر رابحة وأصبح لها سوق سوداء وتباع بمبالغ كبيرة.
وأشار الهواري إلى أن السبب في انتشار عمليات التنقيب العشوائي غير الشرعية عن الذهب والمعادن، هو تأخر الحكومة المصرية في وضع الإطار المنظم لعمليات التنقيب وتقنين أوضاع المنقبين غير الشرعيين.
وأشار عضو مجلس الشيوخ الذي يهتم بالحفاظ على مناجم مصر من الذهب، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عامين كان أعطى توجيهاته بالإفراج عن عدد من المنقبين العشوائيين عن الذهب، وأمر الحكومة بتقنين أوضاعهم ووضع الشروط اللازمة لذلك، والحكومة بصدد أن تنتهي من هذا الأمر قريبا.
وقال الهواري إن التنقيب العشوائي يهدر ثروات مصر من الذهب والمعادن، حيث يتم في الغالب تهريب ما يتم اكتشافه إلى الخارج، فضلا عن دخول منقبين عشوائيين من دول أخرى، وكذلك فإن تلك العمليات التي تتم بشكل بدائي ودون أية احتياطات تعرض حياة المنقبين للخطر وكثيرا ما تنهار عليهم حفر التنقيب وتقتلهم.
ولكن عضو مجلس الشيوخ المصري أوضح أن وضع التنقيب العشوائي قارب على الانتهاء حيث تجهز الحكومة المصرية حاليا لمشروع ضخم يسمى "المثلث الذهبي"، قاعدته في الأحمر ورأسه في قنا، ويربط بين جميع المناطق بين هاتين النقطتين وهدفه وضع مصر على الخريطة العالمية للتعدين.
وشدد على أن المشروع يقوم على إنشاء مناطق لوجستية وموانئ لتصدير المعادن ومن بينها الذهب بعد تصنيعها، حيث سيتم إنشاء مصانع لذلك بشكل خاص وتجهيز مطارات خاصة معدة لنقل وتصدير المعادن.
وأوضح أن ذلك المشروع سيحافظ على ثروات مصر وخاصة المعدن الأصفر، وسيدر مليارات الدولارات لخزينة الدولة، مشيرا إلى ما كان يعرقل هذا المشروع هو عدم وجود البنية التحتية اللازمة، لذلك فإن السيسي يولي اهتماما كبيرا خلال هذه الفترة بتطوير البنية التحتية وخاصة الطرق والمحاور الجديدة في الصعيد، مما يؤسس شبكة متكاملة تخدم على مثل تلك المشاريع القومية الضخمة.