نشر التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أدلة مادية جديدة تؤكد تورط ميليشيات حزب الله اللبناني، في التخطيط والدعم لميليشيات الحوثي، مما يثير ملفاً حول تورط الحزب في دعم الميليشيات الانقلابية.
وعرض المتحدث باسم التحالف العميد تركي المالكي، مقاطع فيديو تؤكد وجود قادة من ميليشيات حزب الله في اليمن.
وفي أحد مقاطع الفيديو يظهر قيادي في الميليشيات اللبنانية، وهو يتحدث إلى القيادي في ميليشات لحوثي ورئيس جهاز مخابراتها العسكري أبو علي الحاكم بشأن السيطرة على محافظة الحديدة وسواحل البحر الأحمر غربي اليمن.
وفي مقطع آخر يظهر القيادي اللبناني يقوم بتركيب متفجرات في طائرة مسيّرة قبل إطلاقها نحو أهدافها، وذكر التحالف العربي أن الحادثة كانت في مطار صنعاء.
وقال القيادي إن سبب وصول القوات اليمنية إلى مطار الحديدة ومناطق أخرى في مدينة الحديدة كان بسبب "الخلافات بين القادة الحوثيين"، مضيفا: "أنه لولا الهدنة التي حدثت برعاية الأمم المتحدة كانت الحديدة سقطت من أيدينا".
ويشير القيادي في حزب الله أثناء حديثه إلى أن"الحرب السورية قربت تنتهي، والمجاهدين (يقصد عناصر الحزب والجماعات الموالية لإيران) أغلبهم سيأتون إلى اليمن".
ويوضح القيادي في ميليشيات حزب الله أن البحر الأحمر هو طريق وصول الدعم، مضيفا: "إذا خسرنا البحر سنخسر الدعم ولن يتمكن المجاهدين من الوصول إلينا، لقد بدأنا نرتب صفوفنا ونحشد المجاهدين إلينا".
مجالات التدخل
الحوثيون وحزب الله تنظيمان يقعان ضمن ما يعرف بمحور تقوده إيران ويضم أيضا: ميليشيات الحشد الشعبي في العراق.
وكانت أدلة في السابق أكدت تورط حزب الله اللبناني في اليمن، بما في ذلك وجود خبراء للحزب في صنعاء ومأرب، إضافة إلى تكنلوجيا السلاح الإيرانية.
ويعتقد أن التنظيم اللبناني يقدم للحوثيين الدعم في عديد من المجالات:
- التخطيط العسكري: يقدم الحزب التخطيط للحوثيين في العمليات العسكرية، استفاد الخبراء اللبنانيين من المعارك في سوريا، ومعظم من ذهبوا إلى اليمن شاركوا في تلك المعارك. يتنقل القادة والخبراء اللبنانيون تحت ألقاب متعددة مثل "أبو مصطفى، وأبو سلمى".
- التدريب العسكري: يدرّب خبراء وقادة ميليشيات حزب الله الحوثيين خاصة فيما يخص العبوات والصواريخ المضادة، والطائرات المسيّرة، والعمليات العابرة للحدود. بعض هؤلاء يقومون بتدريباتهم داخل اليمن، فيما آخرون يتم تدريبهم في جنوب لبنان معظمهم من المقاتلين الحوثيين الذين جرحوا في المعارك ونقلوا عبر طائرات تابعة للأمم المتحدة أو تهريب بريّ إلى خارج اليمن.
ويقوم خبراء حزب الله بالإشراف على بناء المعامل الخاصة بالعبوات الناسفة وإعادة تركيب الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بما يضمن عدم تضرر تلك المعامل بالغارات الجوية التي ينفذها التحالف.
- تهريب الأسلحة: يقوم تنظيم حزب الله بشراء الأسلحة من مصانع وتجار أسلحة من أميركا اللاتينية، حيث هناك نفوذ كبير للتنظيم، كما يعمل على تهريب الأسلحة عبر إفريقيا وصولا إلى الضفة الأخرى من البحر الأحمر قبل نقلها بقوارب خشبية إلى اليمن، عدا الأسلحة التي تمر عبر بحر العرب من إيران.
- الإعلام الحربي: برز دور حزب الله في هذا المجال من خلال تدريب العاملين في القطاع الإعلامي، من خلال إخضاعهم لدورات وتخريجهم لاحقا، كما تبث قنوات الحوثيين مثل المسيرة والساحات من لبنان.
وترى إيران، في اليمن فرصة في دفع التحالف العربي إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، ولأجل ذلك تقدم الدعم العسكري والسياسي للحوثيين، وفقا لدول عربية وغربية وخبراء من الأمم المتحدة. ولطالما نفت طهران دعمها للحوثيين، رغم وجود أدلة تؤكد ذلك.
وتسبب تدخل ميليشيات حزب الله اللبناني في اليمن لإطالة الحرب وزيادة روح الكراهية والطائفية في المحافظات الشمالية، التي مازالت تحت سيطرة الحوثي التي تستخدم في عمومها لاطلاق الصواريخ من المناطق السكنية، كما أن ميليشيات الحوثي تفرض الجبايات لدعم مقاتليها.