في خضم الأزمة الراهنة داخل تنظيم الإخوان، إثر الصراع المحتدم بين قادتها، تبدو كافة السيناريوهات المتوقعة لمستقبل التنظيم وكافة المؤسسات التابعة له، خاصة الإعلامية، قاتمة ومحدودة بخيارات الانهيار والتشرذم.
وفي ضوء الأزمة والصراع على الأدوات التي من شأنها حسم الصراع بين الجبهتين المتناحرتين، تبرز المنظومة الإعلامية التابعة للإخوان كأحد أهم المحاور في الصراع المحتدم، فيما تختلف التوقعات حول مستقبلها.
وترجح التوقعات انهيار المنظومة الإعلامية للإخوان بشكلها الراهن، بسبب الخلاف المتصاعد بين جبهة إبراهيم منير المقيم في لندن، ومحمود حسين المقيم في إسطنبول.
ويمكن رد ذلك لسببين، الأول هو رغبة كل طرف في بسط سيطرته ونفوذه على الإعلام لحسم الصراع لصالحه، والثاني يتعلق بالتداعيات السلبية التي تواجهها الجماعة بسبب التضييق على أنشطتها بشكل عام، خلال الأشهر الماضية، سواء في أوروبا أو تركيا.
إعلام الإخوان لمن يموله
من جانبه، يرى الكاتب المصري المختص بالإسلام السياسي، هاني عبدالله، أن "الإعلام الإخواني لمن يموله"، متوقعا أن تظل المنظومة الإعلامية متأثرة بالصراع الراهن، وتعاني حالة من الشتات والتخبط لحين أن ينجح أحد الطرفين في حسم الصراع لصالحه، وبالتالي توجيه المنظومة بشكل كامل وفق أجندته.
وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، يؤكد عبدالله أن الأجندة الإخوانية لا تختلف كثيرا بين محمود حسين أو إبراهيم منير من حيث التعاطي مع الأحداث الخارجية.
وقال إن التنظيم يوظف الإعلام الخاص به، سواء من خلال وسائله التقليدية أو اللجان الإلكترونية التي انتشرت عبر مختلف وسائل التواصل، كأداة ضمن أدوات الحرب التي شنتها على مصر والمنطقة العربية، عقب سقوطها المدوي عن الحكم إثر الثورة المصرية في عام 2013.
جبهتان إعلاميتان
وفيما يتعلق بالصراع الداخلي، يرى عبد الله أن الإعلام، كما الحال في التنظيم، منقسم إلى قسمين؛ الأول يتبع مجموعة لندن ويموله إبراهيم منير، والثاني يتبع مجموعة إسطنبول ويموله محمود حسين، ويستخدم كل منهما الجزء الذي يسيطر عليه في الحرب ضد الطرف الآخر، ومحاولة تشويهه لحسم الصراع لصالحه.
ويوضح عبد الله أن الخطة الإعلامية للتنظيم خلال السنوات الماضية اعتمدت على محورين رئيسيين؛ الأول تأسيس شبكة إعلامية تضم قنوات تلفزيونية ومواقع إخبارية ضخمة، وتأسيس شراكات مع عدد من الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية الدولية ذات المتابعة الكبيرة والثقة لدى الجمهور، من خلال المساهمة المباشرة أو ضخ الإعلانات والمقالات المدفوعة.
ويعتمد المحور الثاني على تأسيس شبكة ضخمة للإخوان تبث المحتوى الذي يحث على الفوضى وينشر الشائعات عن مصر والمنطقة العربية، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، والاعتماد على شخصيات بارزة ودولية، وتحظى بمتابعات مليونية لبث الأخبار والأفكار المسمومة من خلالها.
مستقبل قاتم
وفي سياق متصل، توقعت دراسة حديثة نشرها موقع "تريندز" للبحوث والاستشارات، أن الإعلام التابع للإخوان يواجه مستقبلا قاتما، على خلفية المصير المظلم الذي يعيشه التنظيم في الوقت الحالي، والمواجهة التي تمت مع الإعلام الرسمي للحكومات العربية المكافحة للتطرف، وفي مقدمتها مصر والسعودية والإمارات، في الفترة التي أعقبت أحداث ما يسمى بـ"الربيع العربي".
وفي دراسته التي صدرت 12 أكتوبر بعنوان "الإعلام الإخواني.. البداية والنهاية"، يقول الكاتب محمد الصوافي إن مصر كانت على رأس الدول العربية التي وقفت في وجه التمدد السياسي للجماعة، بعدما انكشفت أهداف التجربة الإعلامية للجماعة الإرهابية، واعتماد خطابها الإعلامي على عدم المصداقية وعدم احترام ثقافة المجتمعات العربية وقيمها.
وأشار إلى أنه برغم قصر الفترة الزمنية التي قضتها الإخوان في الحكم، فإن تلك الفترة أسهمت بشكل كبير في تشكيل رأي عام عربي أجمع على فشل التنظيم في القيام بأي دور تنموي بمظلة وطنية، كما كشفت أن مستقبله إعلاميا لن يكون أفضل منه سياسيا.