وصف الليبيون اللقاء الذي جمع عددا من المرشحين الرئاسيين، أبرزهم خلفية حفتر وفتحي باشاغا في مدينة بنغازي شرقي ليبيا بـ"بصيص أمل" لهم بعد عقد على الفوضى.

وجاء اللقاء اللافت بين المرشحيْن الرئاسيين حفتر وباشاغا، الثلاثاء، في وقت تشهد فيه ليبيا أزمة سياسية واقتصادية وأمنية، كما يأمل الشعب في التوصل لانتخابات رئاسية لإنهاء حالة الفوضى.

وإثر انتهاء الاجتماع تلا باشاغا البيان الختامي، معلنا عن اتفاق المرشحين على إطلاق مبادرة وطنية لـ"جمع كلمة الليبيين ولم الشمل"، وتوحيد الجهود الوطنية للتعامل مع المعطيات والأحداث التي تمر بها البلاد.

وفي ظل التحركات الليبية-الليبية لرأب الصدع ومحاولة تمهيد الأجواء للاستحقاق الانتخابي المتعثر بمحطته الأولى، بدأت تحركات مشبوهة من جانب الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس.

بصيص أمل

تحركات ليبية-ليبية وصفت ببصيص الأمل في ظل ضبابية بالمشهد السياسي، إذ أكد عبد المنعم اليسير الرئيس السابق للجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام، أن تلك الخطوات تستحق الإشادة والدعم من جانب الشارع الليبي والمجتمع الدولي.

وأوضح في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن اللقاء الذي جمع المرشحين للرئاسة يُعد ثمرة حقيقية في طريق المصالحة الوطنية، كما يفرز قيادات وطنية سياسية تتحمل مسؤولية الانتقال من الأزمة الراهنة.

وشدد على ضرورة التعامل بنية صادقة من أجل إيجاد حل ليبي داخلي بدون أطراف خارجية، كما طالب بضرورة اتفاق المرشحين على تنفيذ جميع مهام اللجنة العسكرية المشتركة 5+5؛ من أجل خروج المرتزقة والميليشيات واستعادة سيادة الدولة.

أخبار ذات صلة

عقب مقترح "انتخابات ليبيا".. شبح الفوضى يلقي بظلاله
بعد تأكد تأجيل انتخابات ليبيا.. موعد جديد يلوح بالأفق
انتخابات ليبيا.. البرلمان يضع حدا لتكهنات 24 ديسمبر
ليبيا.. الأمم المتحدة "قلقة" إزاء التطورات الأمنية في طرابلس

وعقب الاجتماع الذي لقي إشادة واسعة من جانب الشارع الليبي، أعلن المترشحون للانتخابات الرئاسية اتفاقهم على أن المصلحة الوطنية الجامعة فوق كل اعتبار.

وأكدوا استمرار التنسيق والتواصل وتوسيع إطار هذه المبادرة الوطنية لجمع الكلمة ولم الشمل واحترام إرادة الليبيين.

في السياق ذاته، وصف أستاذ الإعلام المساعد بقسم الإعلام في جامعة سرت، عبدالله أطبيقة، اللقاء بالخطوة الإيجابية نحو وحدة الصف، واستعادة هيبة الدول، وغلق حقبة الصراع والاقتتال الداخلي الذي سئم منه المواطن الليبي.

وأضاف خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن توقيت الاجتماع يمثل عاملًا مهمًّا، حيث يأتي في ظل ظروف عصيبة يمر بها الشارع الليبي، وضبابية حول الانتخابات الرئاسية التي يراهن عليها الشعب.

وأكد أطبيقة أن الشارع الليبي في حاجة لمبادرة وطنية حقيقية لإنهاء المعاناة، وتابع قائلًا: "سئمنا من الحروب والمعيشة المتردية والصراع والاقتتال.. نريد ليبيا آمنة تحكمها مؤسسات وطنية شرعية".

تحركات مشبوهة

"مع كل تحرك إيجابي نجد تحركات مشبوهة".. على تلك القاعدة يتفق الليبيون، وأكد أطبيقة، أن هناك من يسعى دائما إلى استمرار الفوضى.

وسلط الضوء على التحشيدات والاجتماعات التي تمت من جانب الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس، عقب اجتماع لم الشمل في بنغازي.

وكان مصدر محلي من داخل العاصمة الليبية كشف عن اجتماع غير معلن عُقد، مساء الثلاثاء، ضم عددا من قادة الميليشيات في طرابلس، قبل ساعات من الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الجمعة المقبل.

الاجتماعات السرية للميليشيات تأتي في ظل حالة من الذعر سيطرت على سكان المناطق الجنوبية في العاصمة، مع ظهور مسلحين بشكل مكثف في الشوارع، وتهديدات بغلق مؤسسات حكومية.

في السياق ذاته، حذر عبد المنعم اليسير رئيس لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام الليبي، من خطورة تحركات الميليشيات وجماعات المال الفاسد التي تسعى لبث الفتنة، وإفشال أي نتائج إيجابية للقاء بنغازي.

وطالب اليسير بضرورة إنشاء جبهة موحدة من خلال هذا اللقاء؛ من أجل التصدي لمحاولات الفتنه وعرقلة الانتخابات، التي تعد باب الخروج الوحيد للبلاد من دوامة العنف والاقتتال الداخلي.

يذكر أن اللقاء الذي عقد بين حفتر وباشاغا جمع أيضًا عددًا من المرشحين للرئاسة، وهم "أحمد معيتيق وعارف النايض والشريف الوافي".