حالة من الذعر سيطرت على سكان المناطق الجنوبية في العاصمة الليبية طرابلس، صباح الثلاثاء، مع ظهور مسلحين بشكل مكثف في الشوارع، في تحرك جاء قبل أيام من الموعد المقرر لعقد الانتخابات في البلاد 24 ديسمبر المقبل.
وكشفت مصادر في عين زارة، لـ"سكاي نيوز عربية" عن انتشار سيارات للميليشيات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة في شوارع المنطقة، كما شوهدت دبابة تغلق مفترق الطرق، فيما ازدحم المواطنين أمام محطات الوقود بشكل مفاجئ.
وأعلنت جامعة طرابلس، في بيان، إلغاء محاضرات، الثلاثاء، داعية الطلاب إلى الإسراع في المغادرة بسبب "الظروف الأمنية".
كما أوقفت شركة السهم للنقل العام المساهمة سير الحافلات على مسارات عين زارة والقصر والهضبة، للسبب نفسه.
وقد دفعت تلك التطورات عدة مدارس في عين زارة إلى تعليق الدراسة إلى حين إشعار آخر، خوفا على سلامة الطلاب.
كما تداولت صفحات ليبية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورا لتلك السيارات المسلحة، والسواتر الترابية التي وضعت لسد بعض الطرقات.
وقبل أيام، توعدت ميليشيات تعرف باسم "لواء الصمود"، وتنشط في العاصمة الليبية طرابلس، الاستحقاقَ الانتخابي قائلة: "لن تكون هناك انتخابات، وسنغلق كل المؤسسات".
كما تحركت أفراد تلك الميليشيات ومجموعات مسلحة متحالفة معها في الساعات الأولى من فجر الخميس الماضي، لمحاصرة مقر رئاسة الوزراء في طريق السكة بالعاصمة طرابلس.
وقال الكاتب الصحفي الليبي الحسين الميسوري إنه لم يتضح بعد سبب التحرك الميليشياوي الأخير، موضحا أن هناك أنباء تتردد على خلاف بين المجموعات المسلحة المتصارعة بعد قبض إحداها على آمر لمجموعة أخرى.
وأضاف الميسوري، في حديثه إلى "سكاي نيوز عربية" أن التفسير الآخر لما يحدث يرتبط بالاجتماع المنتظر في مدينة بنغازي، الثلاثاء، لعدد من المرشحين في الانتخابات الرئاسة، وذلك لمناقشة ما سيؤول إليه المشهد السياسي الحالي، خصوصا وأنه لم يتبق على "الموعد الرسمي" للانتخابات سوى يومين فقط.
وكشفت وسائل إعلام ليبية عن استضافة بنغازي نحو 16 مرشحا اليوم، على رأسهم المشير خليفة حفتر، كما يحضر أيضا رجل مصراتة القوي فتحي باشاغا، وعضو المجلس الرئاسي الأسبق أحمد معيتيق، بالإضافة إلى المرشحين الفضيل الأمين والعارف النايض وعبدالمجيد سيف النصر.