يترقب اللبنانيون قرار "المجلس الدستوري" بخصوص الطعن المقدم من قبل "التيار الوطني الحر"، الذي يرأسه جبران باسيل حول قانون الانتخابات الذي أقره مجلس النواب في أكتوبر الماضي، والذي يحدد موعد الانتخابات التشريعية.

ووفق مصادر مطلعة فإنه، الثلاثاء، تنتهي المهلة القانونية للمجلس الدستوري للبت في الطعن، مؤكدة أن الخلاف حاليا داخل المجلس يتمثل في أزمة النصاب القانوني خلال جلسة مجلس النواب، التي أقرت تعديلات القانون، أما باقي مواد الطعن فهي والعدم سواء.

ونهاية أكتوبر، تبنى النواب اللبنانيون في تصويت ثان قرار تنظيم انتخابات تشريعية في 27 مارس المقبل، حيث رفضه رئيس البلاد ميشال عون في 19 من الشهر ذاته، وأعاد القانون إلى مجلس النواب للنظر فيه مرة ثانية من جراء ما اعتبره "مخالفات دستورية".

أخبار ذات صلة

غوتيريس يحث المجتمع الدولي على تقديم الدعم للبنان
ميقاتي: مستعدون لإزالة أي شوائب في العلاقات مع دول الخليج

3 بنود مطعون بصحتها

وفي 17 نوفمبر الماضي، قدم التيار الوطني النيابي طعنا للمجلس الدستوري على تعديلات قانون الانتخابات وخاصة 3 بنود هي "موعد الانتخابات" و"مساواة المغتربين مع المقيمين بالاقتراع لـ128 نائباً من دون نسبة الـ6 نواب" و"النصاب القانوني للمجلس".

ويعترض نواب التيار الوطني الحر على احتساب نصاب الجلسة التشريعية، حيث اعتبر رئيس المجلس نبيه بري في الجلسة التي أقرت التعديل، أن الأكثرية المطلقة تأخذ بعين الاعتبار عدد الأحياء من النواب فقط، أي أنه يتم حسم النواب المستقيلين والمتوفين من العدد الإجمالي (128 نائباً)، فيكون بذلك النصاب 59 نائباً، فيما ينطلق طعن التيار من ضرورة الاعتماد على مجموع الأعضاء الذين يؤلفون المجلس قانوناً، أي العدد الذي حدده قانون الانتخاب وهو 128 نائباً.

ووفق القانون فإنه "إذا لم يصدر قرار المجلس الدستوري ضمن المهل القانونية، يكون النص (المطعون به) ساري المفعول وينظم محضر بالوقائع، ويبلغ رئيس المجلس المراجع المختصة عدم توصل المجلس إلى قرار".

غوتيريس: ضمانات رئاسية بإجراء انتخابات 2022 في موعدها

الثلاثاء الحاسم

بدوره، أكد رئيس المجلس الدستوري، طنوس مشلب، قبل يومين، أنه "لدينا المزيد من الوقت في ما يخص الطعن الذي تقدم به التيار الوطني الحر حول الانتخابات النيابية"، كاشفاً أن "نتيجة الطعن ستظهر على الأرجح الثلاثاء".

وأشار، في حديث تلفزيوني، إلى أنه "ليس لدينا الكثير من الخيارات، فإما أن نقبل الطعن أو نرده، وفي حال لم يتأمن النصاب (أي حضور 8 من أصل 10) في التصويت، سنصدر لا قرار".

وفي حال وصول المجلس الدستوري إلى "لا قرار"، تجري الانتخابات بالتاريخ الذي تحدده الحكومة وبالمبدأ ستكون في مارس، والمغتربون ينتخبون حينها الـ128 نائبا، ومسألة الـ6 نواب تعلق للانتخابات المقبلة.

وأضاف: "يهمنا إرضاء أكبر عدد من الناس، ولكن في الدرجة الأولى، يهمنا أن يكون قرارنا منسجما مع الدستور، ولا يمكنني الكشف عن نتيجة القرار الآن لأن هناك سرية، وعلينا انتظار اليومين المقبلين".

أخبار ذات صلة

انتخابات لبنان.. هل يتسبب خلاف شركاء "حزب الله" في تأجيلها؟
لبنان.. تهديدات من حزب الله وغضب شعبي في ذكرى تشرين

لا مشكلة بالنصاب

الكاتب اللبناني، قاسم قصير، قال إنه "خلال الساعات القليلة المقبلة ينبغي أن يصدر المجلس الدستوري قراره وحسب معلوماتي فإن المجلس سيصدر القرار ولا مشكلة بالنصاب".

وأضاف قصير، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية": "إذا قبل الطعن، السؤال هنا هل سيقبل بكل المواد أو بعضها، على ضوء القرار سيتم تحديد موعد الانتخابات".

وأوضح: "الخلاف هو أن مجلس النواب قدم موعد الانتخابات والطعن يريد إعادتها إلى الموعد الأساسي في مايو".

ويحتاج المجلس الدستوري إلى 8 أعضاء من أصل 10 لاكتمال نصابه، أما الأكثرية المطلوبة للتصويت فهي تقوم على 7 أعضاء من أصل 10.

لبنان.. انتخابات في ظل عواصف عاتية

أسباب أخرى

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، فادي عاكوم، أن باسيل يرغب في تأجيل الانتخابات لأنه في حال إتمامها ستكون هناك انتخابات رئاسية والتي ستنتهي فيها ولاية عون.

وأضاف عاكوم، في تصريحات سابقة لـ"سكاي نيوز": "إصراره على التأجيل يشي بأنه لم يتلق بعد ضمانات من حلفائه وعلى رأسهم حزب الله في هذا الخصوص وأقلها قطع الطريق على خصومه للتربع على سدة الرئاسة ومن ثم يعمل على تأجيل الانتخابات ومن ثم التمديد لعون".

واندلعت احتجاجات واسعة في لبنان منذ أكتوبر 2019 احتجاجا على فساد الطبقة السياسية في البلاد وتردي الأوضاع المعيشية، وتعالت الأصوات التي دفعت نحو إجراء انتخابات عامة مبكرة في البلاد، إلا أنها أخفقت في هذا المسعى.

ومع ذلك، تخشى القوى السياسية التقليدية في لبنان من أن تؤدي هذه الاحتجاجات إلى خلق أجسام سياسية بديلة، تطيح مقاعدها في البرلمان ونفوذها في السلطة ما يدفعها نحو تأجيلها.