خلال أسبوع، سقطت مدينتان في يد حركة "الشباب" الإرهابية بولاية غلمدغ وسط الصومال، وسط مخاوف من أن تسهم الأزمتان السياسية والاقتصادية في تمكين الحركة من تسريع الوصول إلى العاصمة مقديشو، معتمدة في ذلك على تكتيك "قطم المدن".

وأعلنت الحركة الإرهابية منتصف الأسبوع الجاري، سيطرتها على "عيل طير" الاستراتيجية، الواقعة بين مدينتي "غوري عيل" و"طوسمامريب" في محافظة "غلغدود" بولاية "غلمدغ"، على بعد 750 كلم من مقديشيو، كثاني مدنية تسقط في أسبوع بوسط الصومال، بعد مدينة متبان الاستراتيجية بولاية هيران.

وولاية "غملدغ" تتمتع بحكم ذاتي، تحدها من الشمال ولاية بونتلاند، ومن الغرب إثيوبيا، ومن الشرق المحيط الهندي، ومن الجنوب ولاية هيرشبيلي.

وبحسب حركة الشباب الإرهابية، فإنها دمَّرت قواعد لقوات الحكومة الفيدرالية والقوات التابعة للولاية في المنطقة الاستراتيجية التي تربط بين دوسمريب ومدينة غري عيل.

والاثنين الماضي، أعلنت الحركة سيطرتها على مدينة متبان الاستراتيجية بولاية هيران الواقعة بين ولايتي غلمدغ وهيرشبيلي، وسط الصومال.

والسبت، قتل مدني وأصيب 5، بينهم نائبان محليان، في تفجير استهدف مطعمًا بأحد أحياء مدينة جوهر عاصمة ولاية هيرشبيلي جنوبي الصومال. والخميس 9 ديسمبر، قصفت حركة "الشباب"، مطار مدينة جوهر، زاعمة أنها استهدفت قوات إفريقية ومستشارين عسكريين أميركيين.

ما الذي يساعد حركة "الشباب"؟

ويرى الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أحمد سلطان، أن تصاعد هجمات حركة الشباب الإرهابية يرجع إلى نجاح الحركة في استغلال فترة ما بعد خروج القوات الأميركية من الصومال (مطلع 2021)، في بناء شبكتها وسط وجنوب الصومال وفي مقديشو.

وأوضح سلطان لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الحركة لديها جهاز استخباراتي قادر على جمع المعلومات واستهداف القوات الحكومية، بما يمنحها ميزة المباغتة لتحقيق انتصارات وكسب أراضٍ جديدة.

وحافظت الحركة على حصولها على التمويل والسلاح بطرق عدة، فكثفت عملياتها وكسبت مدنًا جديدة بتكتيك "قطم المدن"، وفق الباحث.

وسبق أن أشارت مجموعة الأزمات الدولية، سبتمبر الماضي، إلى أن حركة الشباب تقدم خدمات أفضل من الحكومة، محذرة من أن عودة طالبان لحكم أفغانستان زاد جرأة الحركة الصومالية، معززة بقوة مادية؛ حيث تقدر عائدات الحركة بـ15 مليون دولار شهريا.

أخبار ذات صلة

الصومال في المقدمة.. الجوع يتفاقم في العالم العربي
تفجيرات تعصف بكمبالا.. "داعش" يتمدد في قلب أفريقيا

ويأتي ذلك وسط أزمتين كبيرتين تعصران الصومال؛ الأولى الأزمة السياسية الناتجة عن الفراغ الدستوري بعد انتهاء ولاية الرئيس محمد عبدالله فرماجو فبراير الماضي، وفشل إجراء الانتخابات التي كانت مقررة في ذات الشهر؛ لعدم اتفاق القوى السياسية على كيفية تنظيمها، ثم انهيار المحادثات بين حكومة مقديشو والقادة المحليين، أبريل الماضي.

والأزمة الثانية اقتصادية؛ حيث أظهر تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) عن حالة التغذية في العالم العربي أن 69 مليون شخص يعانون سوء التغذية عام 2020، وأكثر البلاد تضررًا الصومال، حيث يعاني 59,5% من السكان من الجوع.

وحركة "الشباب" ظهرت 2004 كذراع ميليشياوية لاتحاد المحاكم الإسلامية الذي سيطر على مناطق في الصومال، ثم تعرض لهزيمة ساحقة، وفرّت الحركة إلى جنوب الصومال لتقود حرب عصابات من هناك، بما في ذلك التفجيرات والاغتيالات.

وبحلول عام 2008، أصبحت الحركة أكثر الفصائل تطرفا وتمويلا، بالتزامن مع تزايد القرصنة على سواحل الصومال، وهو ما دفع لاتهام الحركة بأنها تعتمد عليها كأحد موارد التمويل الغزير، إضافة للإتاوات التي تأخذها من الشركات والأفراد بالابتزاز والترهيب.