تتفاقم أزمة الكتب المدرسية في ليبيا، فرغم انطلاق العام الدراسي الجديد في السابع من نوفمبر الماضي، إلا أن المدارس تعاني من نقص حاد في مطبوعات العديد من المقررات، رغم تخصيص ميزانية ضخمة وصلت إلى المليارات لتوفير هذه الكتب.

واعتبر نائب مدير مركز المناهج التعليمية والبحوث التربوية بوزارة التربية والتعليم الليبية، محمود الوندي، غياب الكتاب المدرسي "كارثة" لم تحدث من قبل في ليبيا.

وأضاف: "هذه هي المرة الأولى التي ينطلق فيها العام الدراسي من دون الكتب".

وأشار إلى أنه لم يتم التعاقد على طباعة الكتب المدرسية، رغم توفير الحكومة المبالغ اللازمة لذلك، وهي في حسابات وزارة التعليم منذ يونيو الماضي،

وقال إن وزير التعليم موسى المقريف شكّل لجنة لطباعة الكتاب منذ أبريل الماضي، وإلى الآن لم تنفذ مهامها.

ولفت إلى أن النائب العام المستشار الصديق الصور بدأ التحقيق في الموضوع، مشيرا إلى أنه في حال طباعة الكتب المدرسية خارج البلاد، سيحتاج الأمر شهرا على الأقل للانتهاء منه، وإلى الآن لم يتم التعاقد على شيء.

وبدوره، أكد رئيس فرع مصلحة المرافق التعليمية في خليج السدرة امراجع عثمان عدم تسلُّم الفرع الكتبَ المخصصة للمرحلة الثانوية العامة، مثل نظرائه في ليبيا.

أخبار ذات صلة

المجتمع المدني.. طوق النجاة لطلاب ليبيا
10 سنوات على ثورة فبراير.. ماذا تغير في ليبيا؟
"سبها" تتصدر جامعات ليبيا.. وتفاؤل بتطوير التعليم
أزمة إنسانية جديدة في ليبيا ضحيتها الأطفال

وأضاف أن مخازن الفرع لديها كتب مرحلة التعليم الأساسي من مخصصات العام الماضي، وتمثل ما نسبته 80% من الكمية اللازمة للطلاب في البلدية، شارحا أن هذا الفائض يعود إلى قلة عدد المدارس بخليج السدرة، وهي 12 مدرسة فقط.

ورغم ذلك لم يتسلم أي من الطلاب الكتب حتى الآن؛ لأن مسؤولي الوزارة ينتظرون استكمال كافة المواد لتقديمها إلى الطلاب، فضلا عن التأكد من مطابقة الكتب الموجودة مع المناهج المجازة لهذا العام.

وبالمثل، أكد الناطق الإعلامي بالمجلس البلدي سرت، محمد الأميل، أن المشكلة نفسها في المدينة الواقعة وسط ليبيا، حيث لم تتسلم أي كتاب مدرسي من مصلحة المرافق التعليمية.

وأكد الأميل لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن المشكلة نفسها في المنطقة الوسطى، وأيضا بقية بلديات ليبيا، مشددا على أن الموجود حاليا هي الإصدارات القديمة من الكتب، الموجودة في المخازن من العام الماضي.

وتعجب رئيس ‏مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث‏، جمال شلوف، من وجود هذه الأزمة الحالية في الكتاب المدرسي، رغم أن وزارة التعليم خصص لها ثمانية مليارات و650 مليون دينار ليبي من الحكومة كميزانية "تسييرية"، بخلاف المخصصات لمرتبات العاملين بها.

ويرى شلوف أن الاهتمام ذهب إلى تخصيص تلك الأموال من أجل تنفيذ أعمال متعلقة بتحديثات المنشآت التعليمية، لكن أهمل في نفس الوقت أهم "أساسات" التعليم، وهو الكتاب، منتقدًا ما وصفه بـ"حالة التخبط الإداري" داخل أروقة الوزارة.

وكشفت مصادر في وزارة التعليم، لموقع " سكاي نيوز عربية"، عن نية الوزارة مراسلة مدراء المدارس الثانوية لأجل جمع كتب العام الماضي من الناجحين، وتوزيعها على الطلاب الجدد، على أن يشترط عدم تسلُّم استمارات النجاح إلا بعد تسليم الكتب في محاولة لحل الأزمة.