فيما تتصاعد حوادث العنف الأسري المدرجة تحت خانة ما تسمى جرائم الشرف في إقليم كردستان والعراق عامة، لدرجة أنه ثمة مقابر خاصة بأولئك النسوة الضحايا ممن يتم دفنهن في مقابر بلا شواهد ولا أسماء، كونهن مجلبة عار لذويهن أو أزواجهن في تبرير مرتكبي تلك الجرائم.
وفي محاولة لوقف هذا التصاعد المقلق في جرائم قتل النساء، وسد الثغرات في طرق التعاطي الرسمي الحكومي معها كما يرى مراقبون، أصدر مكتب نائب رئيس حكومة الإقليم قوباد الطالباني، قرارا يقضي بمنع دفن ضحايا العنف الأسري من النساء تحت دعاوى غسل العار وحماية الشرف، دون التحقق من هوياتهن والقبض على مقترفي جرائم القتل تلك.
هذا وقد عثرت الأجهزة الأمنية الاثنين على جثة إمرأة مجهولة ملقاة قرب مقبرة بأحد أحياء مدينة السليمانية، وآثار القتل بالرصاص بادية عليها.
وللتعليق حول حيثيات إصدار القرار وتفاصيله، تقول آشتي عيد الله، مستشارة نائب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق لشؤون المرأة، في لقاء مع سكاي نيوز عربية:” تحت شعار لا شرف في قتل المرأة، سنعمل على تطبيق هذا القرار الذي دخل حيز التنفيذ بداية في محافظة السليمانية وسنعمل على تعميمه في مختلف محافظات الإقليم، والذي ينص على منع دفن أية ضحية قتلت بدوافع جرائم اللا شرف، دون كشف هويتها وهوية قتلتها”.
وتتابع المسؤولة الكردية العراقية:” أحدث هذه الجرائم التي راحت ضحيتها سيدة ثلاثينية في مدينة السليمانية، حيث عثر على جثتها مرمية على قارعة الطريق دون اثباتات شخصية لهويتها، ولهذا وعلى ضوء هذا القرار تقوم السلطات الأمنية المختصة بالتحقيق والتحري لمعرفة هوية الضحية وذويها أو زوجها، وكشف خيوط الجريمة وتفاصيلها”.
فمن الآن وصاعدا، تقول عبد الله وهي مسؤولة القسم الجندري في مكتب نائب رئيس حكومة الإقليم:” لن نسمح بعد اليوم بأن يتم دفن ضحايا هذه الجرائم خلسة، وبلا مراسيم تليق بهن كنساء بريئات ذهبن ضحية العنف والتخلف والعادات والتقاليد البالية، كما وسنعمل على تدوين أسمائهن وتثبيتها والتحقق من شخصياتهن، وعلى إنزال أشد العقوبات بقتلهن دون تخفيف تحت دعاوى باطلة لا تمس للشرف بصلة”.
وفيما رحبت منظمات حقوقية متخصصة في مجال الدفاع عن المرأة بهذا القرار، يرى خبراء عام اجتماع وناشطات نسويات، أنه سيكون بلا جدوى طالما أنه لا توجد تشريعات وقوانين صارمة ورادعة لمعاقبة مقترفي العنف ضد النساء، وأن العبرة هي في منع وقوع هذه الجرائم من الأساس.
حيث تقع آلاف النسوة والفتيات سنويا ضحية التعنيف والإهانة وسوء المعاملة، والعديد منهن يذهبن ضحايا القتل والتشويه والاعتداء تحت ذرائع "غسل العار" و"حماية الشرف".
وحسب المديرية العامة لمناهضة العنف ضد المرأة في حكومة إقليم كردستان العراق، فإن العام الحالي شهد ارتفاعا لافتا في حالات العنف والشكاوى المقدمة من قبل نساء معنفات، قياسا بالعام الماضي.