ليلة رعب عاشها سكان مدينة الخمس الليبية في غرب البلاد، وهي ترتج بأصوات اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قوات الأمن وعصابات التهريب، تكشف حجم توغل هذه العصابات وضعف الجهد الدولي في مكافحتها.

وقال شهود عيان من مدينة الخمس لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الاشتباكات بدأت عند مداهمة قوة أمنية تابعة للمديرية إحدى الاستراحات المملوكة لمطلوب أمني غرب المدينة، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار، الأمر الذي دفع القوة الأمنية لطلب الدعم من قوة المهام الخاصة.

وسادت حالة هلع جرَّاء الاشتباكات بين المواطنين خلال اليومين الماضيين في الأحياء السكنية المجاورة، خاصة أن قذائف سقطت على منازل بعضهم أثناء الاشتباكات.

وألقت وزارة الداخلية القبض على رأس العصابة الملقب بـ"القنتشه" وباقي التشكيل الإجرامي أثناء مداهمة أحد أوكارهم بمنطقة سيلين بالخمس، التي أسفرت كذلك عن مقتل أحد أفراد القوات الخاصة.

وبحسب بيان صادر عن الوزارة، فإن هذا العمل تم بجهد إدارة المهام الخاصة بالإدارة العامة للعمليات الأمنية، وبالتعاون مع مديرية أمن الخمس، مؤكدة أنها عازمة على الاستمرار قدمًا في محاربة المجرمين؛ كي ينعم الوطن بالأمن والسكينة.

ولا تزال حالة من التوتر تُسيطر على المنطقة المحاذية للبحر، والتي تنشط فيها عصابات الهجرة غير الشرعية، حيث تمركز عشرات العناصر من هذه العصابات بأسلحة متوسط وثقيلة.

ويصف "محمد ع" من سكان مدينة الخمس لمحة من صور تواجد هذه العصابات، قائلاً إن سكان وسط المدينة وغربها استيقظوا فجر الجمعة على أصوات اشتباكات بأسلحة ثقيلة ومتوسطة استمرت لساعات، وتبين أن عصابات الهجرة غير الشرعية علمت بأن مأمورية ستهاجمهم فاستعدوا لذلك وهاجموها؛ ما دفع السكان لعدم مغادرة منازلهم من وقتها.

وقلَّت أصوات الاشتباكات كثيرًا، إلا أن المنطقة لا تزال تشهد مناوشات واشتباكات حيث تستقر العصابات، وفق الشاهد ذاته.

أخبار ذات صلة

ليبيا ترجئ إعلان القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة
موعد الانتخابات.. تأجيل أم إجراء؟ الليبيون أمام مفترق الطرق

"إمبراطورية تهريب"

 ويعلِّق المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري، بأن ليبيا باتت "أكبر دولة في العالم يوجد بداخلها عصابات هجرة غير شرعية والتي أغرقت أوروبا بالمهاجرين، ومهدت الطرق لضرب استقرار دول الساحل الإفريقي".

وأضاف الفيتوري لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "العصابات تحولت لمافيا كبيرة تعمل في كل شيء غير مشروع، حتى كوَّنت إمبراطورية لن تُزال إلا بالقوة والحزم".

ومن مظاهر هذه "الإمبراطورية"، أنها تمتلك أسلحة من كل الأنواع لحماية تجارتها الضخمة، فضلًا عن زوارق متطورة لنقل المهاجرين، حتى إن الأمم المتحدة أكدت مرور رحلات هجرة إلى أوروبا دون أن يستطيع أحد إيقافها لبراعة العصابات في تمهيد الطرق ومسح المنطقة قبل إطلاق المهاجرين، بحسب الفيتوري.

وعن اختيار مدينة الخمس كمركز لها، قال إنها "مدينة ساحلية لديها شواطئ كبيرة"، هذا فضلا عن هشاشة الحالة الأمنية غرب ليبيا الواقع تحت سيطرة المليشيات. 

مبادرة لوقف الهجرة

أعلنت بعثات الأمم المتحدة إلى ليبيا والنيجر ومالي وموريتانيا، نوفمبر، إطلاق مبادرة لإنشاء منصة للتعاون بينها لتطويق تجار تهريب البشر.

وتهدف المبادرة لتعزيز عمل بعثة الاتحاد الأوروبي؛ للمساعدة على إدارة الحدود في ليبيا، وسط مخاوف أوروبية من تنامي موجات الهجرة السرية إلى سواحل أوروبا، إلا أن ليبيا تشكو من ضعف التعاون الدولي في تخليصها من عبء المهاجرين الذين يبقون فيها، ولا يعودون إلى بلادهم إن فشلوا في العبور إلى أوروبا، ويشاركون مع المليشيات في جرائم المخدرات والسلب، وأحيانا القتال ضد الليبيين.