تواجه قوات الأمن العراقية، تحديا جديدا يتمثل بلجوء "فرق الموت" التابعة للفصائل المسلحة، إلى محاكاة أسلوب تنظيم داعش، عبر الهجمات الدموية، وتفخيخ العجلات، في مواجهة خصومها، وتصفية المعارضين.

وتفاجأت الأوساط العراقية، بإعلان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الأربعاء، أن الانفجار الذي قتل 4 أشخاص، الثلاثاء، في البصرة، كان يستهدف ضابطا في القوات الأمنية.

وقُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 4 آخرون بجروح، الثلاثاء، في انفجار دراجة نارية مفخخة قرب مستشفى في وسط البصرة، كبرى مدن جنوب العراق، وفق ما ذكرت قوات الأمن. ولم تتبن حتى الساعة أي جهة التفجير.

وقال الكاظمي في كلمة، الأربعاء: "شاهدنا بالأمس محاولة لاغتيال أحد الضباط في البصرة، لأنه كان يبحث عن الجناة ويبحث عن فرق الموت".

أخبار ذات صلة

العراق على شفا "أزمة خطيرة".. مطلوب التدخل سريعا
خلال عملية استخبارية.. "صيد ثمين" بقبضة الأمن العراقي
"واقعة مرعبة" تهدد مدينة عراقية.. سرقة 100 قنبلة عنقودية
الكاظمي يكشف "سر" انفجار البصرة.. فرق الموت بالكواليس

"استدارة نحو أسلوب داعش"

وكانت تلك المجموعات، تعتمد في تصفية المعارضين والمناهضين لنفوذها، على الاغتيالات الفردية، وزرع العبوات الناسفة في سيارات الأشخاص المُراد اغتيالهم، لكنها خلال الأشهر الماضية، أدخلت أسلوب السيارات والدراجات المفخخة، إلى طريقة عملها.

و"فرق الموت" هي مجاميع مصغرة تابعة للفصائل المسلحة، تنفذ عمليات الاغتيالات المناطة بها، وأبرزها واقعة اغتيال الصحفي العراقي أحمد عبد الصمد، العام الماضي في محافظة البصرة، حيث أصدر القضاء حكما بالإعدام على قاتله، الذي اعترف بصلاته بتلك المجاميع.

وفي ظل التطور النسبي لقدرات الأمن العراقية، في الكشف عن المتورطين بتلك الأعمال، وزيادة الأدوات التقنية، مثل كاميرات المراقبة، رأت تلك المجموعات، أن التفخيخ في المواقع البعيدة، ومن ثم تفجير تلك الدراجات أو السيارات عن بعد، هو الطريق الأسلم والأسهل من عمليات الاغتيال، خاصة وأن عددا من المتورطين بتلك العمليات تم اعتقالهم، مثل قاتل الخبير الأمني هشام الهاشمي، وقاتل الصحفي عبد الصمد وآخرين.

ولم يكن تفجير البصرة هو الأول من نوعه لتلك المجموعات، إذ تكشفت ملابسات عملية مماثلة في أبريل الماضي، عندما انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل دراجة نارية، على طريق القناة باتجاه منطقة بغداد الجديدة، مما أدى إلى مقتل صاحب الدراجة وإصابة آخر كان برفقته.

أخبار ذات صلة

العراق.. هل ستشارك الفصائل المسلحة في الحكومة المقبلة؟
العراق.. الصدر يدعو لحل "المليشيات المنفلتة"

غير أن فصيلا مسلحا طوّق مستشفى ابن النفيس في بغداد، حينها، بهدف إخراج الجريح، لكن قوة أمنية وصلت وأبعدت تلك المجموعات عن المستشفى، ورفضت تسليمه إليهم، في واقعة سلطت الضوء على سلوك تلك الفصائل في مواجهة خصومها.

وفي السياق، يرى الخبير الأمني، حميد العبيدي، أن "سلوك الجماعات المسلحة يندفع نحو تبني نموذج داعش، بسبب الضغط الحاصل عليها من قبل الأجهزة الأمنية، مما يحتم على الحكومة تعزيز مسارها الحالي، واتخاذ خطوات أكثر فاعلية تجاه تلك المجاميع التي تقترب من حافة الانهيار".

ويرى العبيدي في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "اعتماد أسلوب السيارات والدراجات المفخخة، يعطي صورة واضحة عن ما وصلت إليه تلك الفصائل، وعدم اكتراثها بوضع العراق الأمني، في ظل تسابق دول المنطقة نحو تجاوز الخلافات، وطي صفحات الماضي".

ولفت إلى أن "ما يحصل يمثل مؤشرا خطيرا، يستدعي وقوف كل الكتل السياسية وراء رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، لاستكمال المسار الذي بدأه".

أخبار ذات صلة

جرس إنذار بعودة داعش في العراق.. مخاوف من المناطق الرخوة

تهديد علني

وشهد العراق خلال العام الجاري عددا من التفجيرات والاغتيالات، التي حملت بصمات المجاميع المسلحة، خاصة تلك التي في العاصمة بغداد، ومحافظات جنوب البلاد، البعيدة نسبيا عن نشاط تنظيم داعش.

وفي نوفمبر الماضي، نشرت منصة تابعة لواحدة من المجاميع المسلحة على تطبيق تليغرام، تهديدا واضحا لضباط في قوى الأمن، يبدو أنهم يطاردون بعض عناصر تلك المجموعات، مما أثار غضبا واسعا حينها.

وقالت تلك الشبكة في منشورها: "سنجعلكم تدفعون الثمن، سنقتص منكم واحدا تلو الآخر.. ستعيشون باقي أيام حياتكم وأنتم تتلفتون يمينا ويسارا في رعب، وسنقتص منكم في الوقت والمكان الذي لن تتوقعوه".

وأضافت: "تذكروا انتحار الزعفرانية، ودفرة حي العدل، وتويتا البلديات جيدا"، وهي مناطق شهدت حوادث ضد مناهضين لنفوذ تلك الفصائل، وعمليات اغتيال لضباط في جهاز المخابرات العراقي.