فشلت محاولة جديدة للصلح بين قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، كانت هذه المرة بقيادة مفتي الجماعة يوسف القرضاوي، وعدد من القيادات التاريخية، لتتحول محاولة الصلح إلى صراع على مدار الأيام الماضية، خلف موجة جديدة من الانشقاقات في القواعد التنظيمية.
وقال مصدر مصري مطلع إن الجماعة الإرهابية لجأت إلى تشكيل ما سمى "لجنة حكماء"، شملت عددا من قيادات التنظيم الدولي، لحل الصراع الحالي ووضع حد للتراشق الإعلامي المتصاعد بين الطرفين.
وأوضح المصدر في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن اللجنة شملت قيادات من إخوان مصر والأردن والكويت، وجميعهم قيادات بارزة في التنظيم الدولي، فضلا عن رجل الأعمال الإخواني يوسف ندا ومفتي التنظيم يوسف القرضاوي.
وعملت اللجنة خلال الأسابيع الماضية على تجفيف الخلاف، وإعادته للسرية، وعدم الحديث عنه لوسائل الإعلام أو من خلال البيانات، لكن الجهود فشلت بسبب التزام كل طرف بموقفه الرافض للتنازل عن منصبه والانصياع لقرارات الطرف الآخر.
الجماعة انقسمت إلى تنظيمين
وأوضح المصدر، بحسب معلوماته، أن الصراع الراهن داخل التنظيم المتشدد تجاوز حدود السيطرة عليه، فيما يبدو الوضع واقعيا أن الجماعة انقسمت إلى جماعتين متناحرتين واحدة بقيادة إبراهيم منير من لندن، والثانية بقيادة محمود حسين من إسطنبول.
اجتماع سري فشل في احتواء الصراع
وخلال الأسبوع الماضي، تم عقد اجتماع سري بين عدد من قيادات مجلس الشورى العام لمناقشة الأزمة، حضره وسطاء من لجنة الحكماء وممثلين لجبهة إبراهيم منير، وبالرغم من استمرار المناقشات لمدة تجاوزت 8 ساعات، إلا أنه فشل تماما في إيجاد أي فرصة للحل وانتهى برفض الوساطة والتمسك بالصراع إلى حسمه.
تراشق إعلامي وفساد تنظيمي
وشهدت الأيام الماضية تصعيد التراشق الإعلامي بين جبهتي حسين ومنير، من خلال البيانات الصحفية، التي كانت أقرب لمعركة جديدة لتأجيج الصراع بهدف تصفية الكتل.
وخلال أسبوع واحد أصدرت جبهة إبراهيم منير 3 بيانات، الأول، رسالة مما أطلقوا عليها جبهة علماء الإخوان، تعلن تأييدها لمنير، والثاني كلمة للمرشد العام على غرار الكلمة الأسبوعية التي كانت تصدر من المرشد محمد بديع بشكل دوري، والثالث، دعوة للقواعد لتوحيد الصفوف، وفي المقابل خرج محمود حسين خلال فيديو أعلن خلاله عزل إبرهيم منير، داعيا إلى انتخاب مرشد جديد.
السيناريوهات المستقبلية
ويرى الباحث المصري المختص في الإسلام السياسي، عمرو فاروق، أن القرارات الأخيرة لمرشد التنظيم إبراهيم منير تعتبر استكمالا لقرارته السابقة بتفريغ الكتلة المناوئة له من قيادات الجماعة المقيمين في تركيا بعد فرارهم من مصر نهاية عام 2013.
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" يقول فاروق إن هذه المجموعة تمثل حجر عثرة أمام سيطرة منير الكاملة على كافة مفاصل التنظيم خاصة أنها لاتزال قادرة على التعبئة التنظيمية وحشد القواعد ضده.
وفي قراءته للوضع القائم داخل الجماعة، يوضح فاروق أن المرشد يحاول استغلال ملف المخالفات المالية والإدارية التي تورط فيها محمود حسين ومجموعته على مدار السنوات الماضية، لتصفية الخصومة معهم، وهو ما يعبر عنه صراحة بيان الإقالة الذي أوضح أن السبب فيها هو اكتشاف مخالفات ووقائع فساد مالية للمجموعة المفصولة.
وحول سيناريوهات المستقبل، يرى فاروق أن المعطيات الحالية تدفع نحو اتجاهين، الأول؛ أن تنفصل مجموعة القيادات التاريخية بقيادة حسين وتلجأ إلى تدشين فرع جديد للجماعة برئاسته، بعيدا عن سيطرة منير، وتستغل في ذلك قدرتها على حشد القواعد لتأييدها، والثاني؛ أن ينجح منير في حسم الخلافات لصالح وتستمر محاولات عزله من منصبه وسحب الثقة منه.
ومؤخرا، تم الترويج لما أطلق عليه الصراع الداخلي في التنظيم الإرهابي بين جبهتي إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والمقيم في بريطانيا، وبين محمود حسين القيادي في التنظيم ومجموعته والمقيم في تركيا.
وتم التصدير إعلاميا لحالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، رسميا، قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا، وكذلك مجلس شورى القطر، في يونيو الماضي، وكذلك تأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المرتقب إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام، لمدة ستة أشهر.