فصل جديد من المواجهة ضد خلايا الإخوان تشهده مصر في الوقت الحالي، ويتعلق هذه المرة بالمواجهة الفكرية مع خلايا التنظيم النائمة في المراكز الثقافية ودور النشر.
وقال الكاتب المصري المختص في الإسلام السياسي سامح فايز إن إحدى دور النشر المصرية قامت بطباعة ونشر مجموعة كتب لعلي محمد الصلابي، المؤرخ الليبي، عضو جماعة الإخوان، الموضوع على قوائم الإرهاب، والملقب بقرضاوي ليبيا، وكان أحد المسؤولين عن متابعة مليشيا طرابلس، وهو عضو مؤسس وبارز في الجماعة الليبية المقاتلة.
وفي مقاله المنشور بعنوان: "مؤلفات إرهابي ليبي في 10 دور نشر مصرية.. من واقع سجلات اتحاد الناشرين"، كشف فايز أسماء عدد من دور النشر التي اعتادت نشر كتب لقيادات بارزين في جماعة الإخوان والتنظيم الدولي، وتعد مرآة لأفكار منظر الإرهاب في التنظيم سيد قطب.
واشتهر الصلابي بكونه "عراب تسليح الإخوان"، منذ اندلاع الأحداث في البلاد في العام 2011، كما أنه لعب إلى جانب قيادات بارزة في التنظيم، دوراً بارزاً في توظيف المليشيات لخدمة أهداف التنظيم الإرهابي والدول الداعمة له.
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، يوضح الكاتب المصري أن تنظيم الإخوان الإرهابي دفع بأعضائه للتسجيل باتحاد الناشرين المصري، وما ترتب على ذلك زيادة عدد دور النشر المسجلة بالاتحاد من 260 عضوا قبل عام 2012، إلى 560 عضوا عام 2014، ووصل الرقم إلى 1300 عضو وقت كتابة المقال، واستطاع عضو تنظيم الإخوان عاصم شلبي، الذي توفي ديسمبر 2018، الوصول إلى منصب رئيس اتحاد الناشرين المصري في حكم الإخوان.
ويؤكد فايز أن جماعة الإخوان تستغل الوسط الثقافي وتحديدا الرواية الأدبية والكتاب باباً خلفياً للعودة إلى المشهد العام في البلاد.
وبحسب معلومات حصلت عليها "سكاي نيوز عربية" من مصدر أمني مصري، فقد رصدت السلطات محاولات مستمرة من جانب عناصر التنظيم الإرهابي لاستغلال المؤسسات الثقافية المصرية وكذلك المطبوعات الأدبية لنشر فكر التنظيم على مدار السنوات الماضية، واستخدمت كتابا من تيارات مختلفة، لكن تم تطويعهم جميعا للعمل على نشر أفكار الإخوان الظلامية والتمهيد لعودتهم للمشهد السياسي العربي.
وقالت المصادر إن الجماعة الإرهابية حاولت خلال الفترة الماضية توظيف عدد من دور النشر تجاوزت 500 دار داخل مصر من أجل نشر أفكارها، ليس فقط بالاعتماد على كتاب منتمين للتنظيم ولكن باستغلال مجموعات أخرى من الكتاب والمثقفين المؤثرين في المجتمع بهدف إعادة نشر الفكر الإخواني بين الفئات الشبابية على وجه التحديد، لإيجاد مساحة لتواجد التنظيم الذي بات منبوذاً على المستوى الشعبي، بسبب عملياته المسلحة.