انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان صورة تعكس واقعا أليما لأزمات عدة يعيشها المواطن اللبناني، ظهر فيها تلاميذ ينتقلون إلى مدرستهم في صندوق قاطرة صغيرة مخصصة أصلا لنقل البضائع.
وتركت الصورة أثرا بالغا لدى المواطنين الذين تفاعلوا بشكل كبير معها وكتبوا تعليقات حزينة، تبرز الواقع الأليم وغير المسبوق، الذي يشهده تاريخ لبنان الحديث.
ووصفت زينة، معلمة مدرسة، في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية"، الصورة بـ"القاسية"، وقالت: "بدأ العوز ينهش جيوب اللبنانيين الذين لم يتركوا وسيلة لإيصال أبنائهم إلى المدارس، وسط ارتفاع حاد وغير مقبول في كلفة التنقل عبر الباصات المدرسية والسيارات بسبب غلاء المحروقات وعدم قدرة الأهالي على توفير بدل النقل في وسيلة آمنة لأبنائهم، حتى وصل الأمر ببعض الأهالي إلى نقل أبنائهم على الدراجات النارية الصغيرة".
وعلق أحد مدراء المدارس الرسمية على الصورة، قائلاً لـ"سكاي نيوز عربية: "فقد راتب المواطن أكثر من 80 بالمئة من قيمته مع انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي، وأصبح في حالة عجز عن دفع الأقساط المدرسية وبدل النقل أيضاً، وقد تكون صورة هذه القاطرة الصغيرة وغير الآمنة بداية المشاهد مع اشتداد الأزمة على المواطن اللبناني الذي يسعدى جاهداً إلى تأمين معيشة عائلته".
وتعليقا على الصورة، أوضحت المستشارة القانونية لاتحاد هيئات لجان الأهل في المدارس الخاصة في لبنان، المحامية مايا جعارة، لـ"سكاي نيوز عربية": "للأسف أصبح أولياء أمور الطلاب أمام خيارين، إما عدم إرسال أولادهم إلى المدرسة وبالتالي خسارة العام الدراسي، أو المخاطرة والمجازفة والانتقال عبر وسائل نقل غير مدروسة تخلو من معايير الأمان والراحة".
وأكدت جعارة أن أطفال لبنان "يعانون من وطأة الانهيار الاقتصادي مثلهم مثل غيرهم من شرائح المجتمع وقد يكون أكثر، فقد باتوا فريسة سهلة للأزمة التي حلّت بالبلاد، يتحملون تداعياتها الخطيرة التي تنعكس على مستقبلهم وجودة تعليمهم ومستوى معيشتهم بشكل عام".
كما قال رئيس ومؤسس جمعية "اليازا" المتخصصة بالتوعية من حوادث السير، زياد عقل، لموقع "سكاي نيوز عربية: "المخالفات وتعريض حياة الطلاب للخطر أمر مرفوض، وبسبب الأزمة تكثر مشاهد نقل التلاميذ بشكل خطر وغير آمن، ونشد على يد اللجنة الوطنية اللبنانية للوقاية من الحوادث لكل جهودها التي تبذلها لمواجهة الكارثة التي تعكس بصدق ما يجري على أرض الواقع".