جدد الممثل السامي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، دعم الاتحاد الأوروبي للجهود المبذولة لسحب جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب من ليبيا، متعهدا بفرض التكتل عقوبات حال عرقلة الانتخابات المقرر إجراءها الشهر القادم.
وأكد بوريل أن ليبيا لديها فرصة واضحة لبناء مستقبل مستقر ومزدهر وأن الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم الدعم اللازم في هذا المنعطف الحرج للبلاد؛ تحذيرات دولية وبالأخص أوروبية من عرقلة الانتخابات مما يطرح عدة أسئلة حول كيفية إدارة أوروبا للأزمة الليبية لفترة المقبلة.
وهنا قال رئيس لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام الليبي، المنتهية ولايته، عبد المنعم اليسير إنه لا يعتقد أن الغرب سوف ينجح في التصدي لمحاولات عرقلة الانتخابات لأنه يفتقد للإرادة الحقيقية وعدم توفير القدرات.
مدى فاعلية سلاح العقوبات
وحول ما إذا كان كانت أوروبا ستنجح في التصدي لأي محاولة لعرقلة الانتخابات، قال عبد المنعم اليسير، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية" إنه "لا يخفى عن الجميع أنه لا توجد حكومة فعلية في ليبيا ومن يسيطر على الأرض في المنطقة الغربية التي يتم بها استلام إيرادات النفط والتصرف بها هي منظومة إخوانية متحالفة مع عدة مليشيات مختلفة التوجهات".
وأوضح اليسير أن تلك المنظومة لن تسمح بخروج الأمور عن سيطرتها، وسوف تقوم بكل ما تستطيع لعرقلة الانتخابات وأن تم إجراء هذه الانتخابات فلا بد أن يكون أحد مرشحيها هو الفائز حتى لا تشعل حرب من الصعب التنبؤ بمعالمها.
وأضاف أنه من الصعب فهم دور المجتمع الدولي وما هي العقوبات التي سوف يقوم بإجرائها ضد المعرقلين، وأكد أنه للأسف الشديد من الصعب أن يكون لدى المجتمع الدولي القدرة على ردع المعرقلين.
وأوضح أنه في حال تعطيل الانتخابات، سوف نرى تراجعات من المجتمع الدولي ومهادنات المعرقلين وهذا ما تعود عليه الاخوان ومن تحالف معهم.
وتابع عبد المنعم اليسير أن الليبيين ينتظرون عودة بلادهم إلى الاستقرار واعتمادهم على المجتمع الدولي لن ينتج لهم الحلول السليمة.
تهديدات الداخل
في الوقت الذي يأمل فيه المجتمع الدولي والليبيون انتخاب رئيس وبرلمان للبلاد، لطي حقبة الانقسام والتجاذبات السياسية، لا يزال تنظيم الإخوان يسعى للفوضى وعرقلة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ولجأ التنظيم الذي يعاني من انهيار شعبيته في الغرب الليبي الذي كان تحت سيطرة المليشيات والمرتزقة، إلى استخدام سلاح الإشاعات والأكاذيب تارة والتهديد تارة أخرى.
وفي هذا الصدد قال الحقوقي الليبي عصام التاجوري، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه بقراءة المشهد في ليبيا وبالأخص غربي البلاد يتضح أن المعسكر الذي يطلق عليه أسم "فجر ليبيا" قد انفرط عقده وتشرذم بالفعل.
جدير بالذكر أن ما يسمى بمعسكر "فجر ليبيا"، كان يشمل عددا من المليشيات المسلحة التي ترجع أيديولوجيتها إلى جماعة الإخوان في المنطقة الغربية.
وأوضح الحقوقي الليبي أن بنتيجة انهيار المعسكر التابع للإخوان في الغرب الليبي، أصبح كل طرف إيديولوجي أو جهوي في تلك المنطقة يبحث عن فرصة خاصة به وعقد العزم على إثبات أنه يملك الكلمة الفصل في تلك المنطقة.
وشهدت بعض مراكز الاقتراع التابعة للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات الأسبوع الماضي اعتداءات مسلحة وأعمال تخريبية من بعض المليشيات ومسلحين وخارجين عن القانون، في محاولة لعرقلة الانتخابات، رغم التلويح بعقوبات دولية على معرقليها.
في السياق أكد عصام التاجوري، أن تنظيم الإخوان والتيارات التابعة له في الغرب الليبي لفظها الشارع بشكل كبير خلال الفترات الماضية نتيجة سوء إدارتهم المالية والسياسية لمؤسسات الدولة والعمل على تفريغها.
وقال الحقوقي الليبي، إن الناخب يقع أمام إشكالية كبيرة وهي صعوبة الوقوف على الخلفية الإيدلوجية وتوجه المرشحين السياسي نظرا لانتهاج البعض منهم المحسوب على التيارات سياسة ضبابية بها تضليل للناخب كما يفعل تنظيم الإخوان.
وتوقع الحقوقي الليبي عصام التاجوري، أن تشهد الانتخابات الرئاسية مرحلتين في التصويت ولن تحسم من الجولة الأولى.
توافق أوروبا
في وقت سابق أمس الجمعة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن المعاهدة الجديدة "كيرينالي" مع إيطاليا تساعد في مواجهة أزمة ليبيا وتسهم في تعزيز الدفاع الأوروبي المشترك.
بدوره، أشار رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إلى أن المعاهدة الفرنسية الإيطالية التي وقعت الجمعة تمثل خطوة كبيرة في العلاقات بين البلدين، وستدشن فترة من التعاون الوثيق في مجموعة من المجالات.
من جانبه أشاد عبد المنعم اليسير، بتوقيت الاتفاقية التي وقعت بين فرنسا وإيطاليا في أزمة بلاده، وجاءت المعاهدة إثر اضطرابات في العلاقات الدبلوماسية بين روما وباريس بسبب ملفات عدة من أبرزها الملف الليبي.
في السياق أكد وزيرا الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو والفرنسي جان إيف لودريان على التنسيق الوثيق بين روما وباريس بشأن ليبيا ومنطقة الساحل.
وشدد دي مايو خلال لقائه نظيره الفرنسي على أهمية ضمان إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة وشاملة في 24 ديسمبر المقبل، مؤكدًا أن تقارب وجهات النظر بين إيطاليا وفرنسا بشأن ليبيا جسدته رئاستهما المشتركة لمؤتمر ليبيا الذي عقد في باريس.