في ذروة تصاعد التحذيرات الإقليمية والدولية من أنشطة إيران النووية، أعلن رئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي عن تمكن إيران من تصميم منصة "فعالة للغاية" لإطلاق الصواريخ البالستية.
وأضاف ماكنزي أن تلك المنصة قد تستخدم لإطلاق صواريخ دقيقة للغاية وبعيدة المدى، الأمر الذي يفتح ملف التعاون الاستراتيجي بين إيران وكوريا الشمالية، المتهمة على نطاق عالمي واسع بتقديم مساعدة لوجستية وتقنية لطهران من أجل تطوير قدراتها الصاروخية.
وقدمت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة تقريرا مفصلا بشأن العقوبات على كوريا الشمالية إلى مجلس الأمن في فبراير الماضي، ركز على العديد من حالات النشاط العسكري غير القانوني لبيونغيانغ التي تثير قلق المجلس، وكان استئناف التعاون الصاروخي بين كوريا الشمالية وإيران على رأس تلك المخاوف، حسب خبراء اللجنة الدولية.
التقرير الأممي كان قد أُردف بآخر صدر عن الكونغرس الأميركي، حذر من التعاون التكنولوجي الصاروخي بين إيران وكوريا الشمالية، مذكرا بأنه "مهم وهادف".
وركز تقرير الكونغرس على أنشطة مركز "الشهيد الحاج علي موحد"، الذي يعتبر المعهد العلمي المختص بتكنولوجيا الصواريخ في إيران والتابع للحرس الثوري، حيث تلقى هذا المركز حسب التقرير "دعما ومساندة" كورية شمالية أساسية، لإطلاق مركبة فضائية "إس إل في" عام 2020.
المعلومات المتوفرة كانت تقول إن التعاون العسكري الصاروخي بين إيران وكوريا الجنوبية قد خف خلال فترة حكم الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني (2013-2021)، لأن هذا الأخير كان أكثر حذرا، لكنه قد يتعزز بكثافة خلال حكم الرئيس الحالي المتشدد إبراهيم رئيسي.
وتتعلق الاتهامات الرئيسية حول التعاون العسكري الصاروخي الكوري الإيراني بسعي طهران لتطوير قدرات صاروخ "خرمشهر" بمساعدة من بيونغيانغ، ليصبح قادرا على الوصول إلى مدى 3 آلاف كيلومتر، حيث لا يتجاوز الآن ألفي كيلومتر، إلى جانب زيادة قدرته التفجيرية بمقدار الثلثين مما هو عليه.
ويرى الباحث والكاتب يازار جواني أن تعاون البلدين في هذا القطاع "يزيد معاداة الولايات المتحدة والكثير من قوى المجتمع الدولي لهما. إيران تحتذي بنموذج كوريا الشمالية وتراه فعالا".
وأضاف في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "يعتقد قادة إيران أن امتلاك برنامج أسلحة نووية وصاروخية بالستية، سيسمح باستقرار النظام في مواجهة القوى العالمية كما فعلت كوريا الشمالية، كذلك تعتقد كوريا الشمالية أن دعم إيران في التمرد على القرارات والأعراف الدولية سيكسر من حلقة كونها الدولة المارقة الوحيدة في العالم، وبرامج الصواريخ البالستية أكثر من يزيد من عزلة وخصام إيران مع القوى الدولية هذه".