تشهد مدينة الأقصر، جنوبي مصر، مساء الخميس، افتتاح طريق الكباش الأثري، في حفل يأتي بعد أشهر من احتفال نقل المومياوات الملكية الذي أبهر العالم في أبريل الماضي.
ويُنتظر أن تكون لافتتاح طريق الكباش بعد تطويره، عوائد واسعة على القطاع السياحي في مصر، لا سيما السياحة الثقافية.
وكان وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني، قد لفت في بيان له قبل أسابيع إلى أن "الهدف من افتتاح الطريق هو الترويج للسياحة وإظهار جمال الأقصر"، علما أن الطريق يربط معبدي الكرنك والأقصر، أقدم المعابد في مصر.
متحف مفتوح
وتقول أمينة سر لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب المصري، النائبة عن الأقصر أماني الشعولي، إن "الطريق من بدايته يمر بالحضارة الفرعونية ممثلة بمعبد الكرنك، ثم يمكن للزائر بعد ذلك زيارة كنيسة العذراء التي تقع في حرم طريق الكباش، وهي كنيسة قديمة تمثل الحضارة القبطية أيضا، ثم مسجد أبو الحجاج (مشيد على الجانب الشمالي الشرقي من معبد الأقصر، ويعود تاريخ إنشائه إلى العصر الأيوبي) وهو يمثل بذلك الحضارة الإسلامية".
ويضم الطريق تماثيل تعود إلى عصر الأسرة الـ18 (أول أسر المملكة المصرية الحديثة) والأسرة الـ30 (الأسرة الأخيرة في تاريخ مصر القديمة)، من بينها تماثيل برأس كبش وأخرى برأس إنسان. ويمتد على مسافة 2700 متر، بعرض 76 مترا.
وأشارت الشعولي إلى أن تطوير الطريق يعد دفعة للسياحة الثقافية بالبلاد، موضحة أن "طريق الكباش يجمع تلك الحقب الزمنية المختلفة في مكان واحد، بخلاف ما يضمه من آثار فرعونية ممثلة في الكباش على امتداد جانبي الطريق بطول يصل إلى قرابة 3 آلاف متر، ومن ثم يمثل أكبر متحف مفتوح في العالم. من الصعب أن نجد في مكان آخر هذه الكمية من الآثار والحضارات في مكان واحد وعلى هذه المساحة الكبيرة".
وتضيف النائبة: "افتتاح الطريق سيكون له مردود هائل جدا على قطاع السياحة في مصر. نحن نخلق سياحة جديدة كليا. الزائر سوف يعيش أجواء خاصة كأنه في العصر الفرعوني. يستطيع أن يمشي في الطريق ويقطع تلك المسافة بين المتحفين بما يشكل إنعاشا للسياحة بشكل رائع ومختلفة عما سبق، وإنعاش للأقصر بشكل خاص".
وتشير في الوقت نفسه إلى الدعم الهائل الذي وجهته القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتطوير الطريق وافتتاحه وخروجه إلى النور بهذا الشكل، وكذا الجهود المبذولة من قبل وزارة السياحة في عملية التطوير.
وسبقت حفل الافتتاح استعدادات واسعة، وسط توقعات بأن يأتي الحفل "مبهرا" في تفاصيله الفنية، على غرار حفل نقل المومياوات الملكية.
إبهار العالم
ويقول النائب والخبير السياحي عمرو صدقي، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن تطوير وافتتاح طريق الكباش يمثل إضافة قوية، ليس فقط للقطاع السياحي، إنما لمصر عموما، ذلك أنه يسهم في تكريس صورة ذهنية مختلفة عن البلد لما يتمتع به من أمن واستقرار، و"يؤكد أن مصر قادرة على أن تقيم مثل تلك التطويرات والافتتاحات وتقدم نفسها بشكل هائل أمام العالم".
ويردف صدقي: "التعليق الذي نسمعه دائما من الزائرين حول العالم هو أن مصر خلال الفترة الماضية تبهر العالم".
ويوضح أن تطوير طريق الكباش مر بمراحل مختلف، "لكن القدر لم يمنحنا الفرصة لافتتاحه في وقت سابق حتى يتم افتتاحه في هذا التوقيت تحديدا، وفي ظل الظروف التي يشهدها العالم مع انحسار السياحة على وقع تداعيات جائحة كورونا، وبالتالي تستطيع مصر أن تعطي انطباعا إيجابيا يشجع على السياحة الثقافية".
ويشير الخبير السياحي إلى أن "السياحة الثقافية مكلفة في الغالب، لكن السياح مع كل تلك المبادرات التي تقوم بها مصر لا يمكنهم تفويت الفرصة لمشاهدة هذه التطورات. نحن نقول للعالم إن مصر آمنة، وقد رأينا زيارة الأمير تشارلز مؤخرا لتعزز تلك النظرة تأكيدا على أمن واستقرار البلد وتطوره".
ويعتقد صدقي أنه "مع افتتاح طريق الكباش، فإن طفرة تنتظر قطاع السياحة في مصر، بدءا من العام الجاري".