تواصلت على مدى الأيام القليلة الماضية، التظاهرات التي تخللتها صدامات وأعمال عنف وشغب في العديد من المناطق في إقليم كردستان العراق، لا سيما في محافظة السليمانية.
وبدأت الاحتجاجات على إثر خروج العديد من طلبة الجامعات في تظاهرات حاشدة، للمطالبة بتحسين شروط سكنهم الداخلي الجامعي، وإعادة العمل بنظام دفع المستحقات الشهرية لهم من قبل وزارة التعليم العالي في حكومة الإقليم، والتي توقفت منذ سنوات.
لكن المراقبين يرون أن ما تخلل المظاهرات من عنف من قبل السلطات الأمنية، يقود نحو تعقيد المشهد، وسط حديث عن وجود مندسين ضمن الطلبة لتحوير بوصلة مظاهراتهم المطلبية، نحو وجهات تخدم الأجندات السياسية لبعض الجهات.
وهاجم المتظاهرون طيلة اليومين الماضيين، في العديد من المناطق، عددا من المقرات الحكومية والحزبية والأملاك العامة، حيث أضرموا النيران فيها، ومن ضمنها مبنى المكتبة العامة في ناحية بيره مكرون في محافظة السليمانية.
وفي آخر تداعياتها، دخل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على خط الأزمة، الخميس، عبر تغريدة على حسابه في تويتر قال فيها: "الأحداث المؤلمة الأخيرة بإقليم كردستان العراق ولاسيما بالسليمانية العزيزة تستدعي موقفا مسؤولا من الجميع، لحماية السلم الاجتماعي وإيقاف التدهور، التظاهرات السلمية حق مكفول دستوريا، والاعتداء على المتظاهرين كما الاعتداء على الأملاك العامة أو الخاصة أمران مرفوضان".
وتعليقا على مجمل هذه التطورات، يقول كاوا جمال رشيد، نائب رئيس جامعة السليمانية، في حوار مع سكاي نيوز عربية: "ما حصل مع الأسف من عنف مدان من قبلنا، ونحن نتضامن بالمطلق مع مطالبات الطلبة ودعواتهم المشروعة المتعلقة بتأمين حقوقهم وتحسين ظروفهم الدراسية، ومن جهتنا في جامعة السليمانية، لطالما خاطبنا حكومة الإقليم مطالبين بإعادة صرف المستحقات الشهرية للطلاب، خاصة وأن الظروف الاقتصادية الآن في طور التحسن، وفي تصورنا لا بد من الاستجابة للدعوات الطلابية وتلبيتها".
ويضيف نائب رئيس جامعة السليمانية :"لكن في المقابل نحن نشجب ونستنكر ما رافق بعض المظاهرات الطلابية، من عنف واعتداء على المرافق العامة، وهذا في قناعتنا بفعل مندسين، تسللوا لها من قبل أحزاب أو جهات سياسية، تريد ركوب الموجة وتوظيف غضب الطلاب لصالحها، وفي اعتقادنا من قام بأعمال تخريب وعنف هم في الغالب ليسوا من الطلاب الجامعيين الذين ينبغي أن يكونوا مثالا في الالتزام بقيم التظاهر المدني السلمي، بعيدا عن السلوكيات الغوغائية، فما حدث خلال الأيام الماضية من اختراق لتظاهراتهم، أساء لسمعة طلابنا ولصورتهم، فأعمال الحرق والنهب والتخريب التي طالت مؤسسات ومرافق خدمية عامة، هي ضرب من الفوضوية وانعدام المسؤولية والطيش الذي لا يليق بطلاب يفترض أنهم قدوة للسلوك الحضاري والتعاطي العقلاني مع المشكلات والأزمات".
وبحسب رشيد فإن الأمور تتجه نحو إعادة العمل بصرف مستحقات الطلاب الشهرية بشكل منتظم، ما سيسهم في تحسين أوضاعهم وفي تبديد هواجسهم، والتي كان قد توقف صرفها لهم من عام 2014.