أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى تركيا تكتسب أهمية كبيرة من جميع النواحي، فهي تأتي في وقت يعمل فيه البلدان معا على وضع رؤية لمستقبل سلمي ومستقر ومزدهر للمنطقة، استنادا إلى الانفتاح والتسامح والفوائد المتبادلة والمصالح المشتركة.
وقال سلطان الجابر في حديث مع قناة "تي آر تي" التركية: "كلنا ثقة بأن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا ستكون ناجحة، ومتفائلون جدا بالآفاق المستقبلية لهذه العلاقة ولهذه الشراكة المهمة"، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي للزيارة هو المساعدة في خلق قيمة اقتصادية عبر تعزيز التجارة والشراكات في مجال الأعمال وضمان تنفيذ استثمارات مستدامة ناجحة.
وأضاف: "الإمارات وتركيا تعتبران من أنشط الاقتصادات والمجتمعات في المنطقة، وكلانا لدينا ثقافة متنوعة ونركز على النمو الاقتصادي، ونؤمن أن التقدم الاقتصادي هو السبيل لتحقيق مستقبل مستدام، وكما نعلم العلاقة بين دولة الإمارات وتركيا ليست جديدة، فقد ارتبطنا منذ سنوات عديدة بتعاون اجتماعي واقتصادي وثقافي".
وأوضح أن الإمارات هي أكبر شريك تجاري لتركيا في المنطقة، مؤكدا ثقته بأن هذه الزيارة ستدشن حقبة جديدة للارتقاء بهذه الروابط إلى مستويات جديدة، وقال: "لدينا أساس مشترك قوي جدا، ويمكننا، بل ينبغي، لنا أن نبني عليه".
وحول مجالات الشراكة بين البلدين، قال الجابر: "نتبنى مقاربة شاملة في هذه الشراكة، وسننطلق من الأسس الموجودة بين بلدينا لمواصلة البناء عبر تعزيز التبادل التجاري وروابطنا الاجتماعية عبر مختلف القطاعات، وهذا بالطبع يشمل مجالات استراتيجية مهمة مثل الطاقة والرعاية الصحية والغذاء والزراعة والأنشطة اللوجستية والموانئ والنقل والصناعة والتصنيع والبنية التحتية والأسواق المالية والتكنولوجيا والسياحة والثقافة، والعديد من المجالات الأخرى، كما نهدف أيضا إلى تكوين شراكات لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والطاقة والأمن الغذائي والمائي".
وعن طبيعة العلاقات الاقتصادية الراهنة بين دولة الإمارات وتركيا، أكد الوزير أنه "بين 2019 و2020، ارتفعت صادرات الإمارات إلى تركيا بأكثر من 110 في المئة وارتفعت التجارة الإجمالية بنحو 21 بالمئة، وخلال السنوات الخمس الماضية، استثمرت الإمارات في تركيا في قطاعات النقل والطاقة المتجددة والسياحة، وفي المقابل، تركز الاستثمارات التركية في دولة الإمارات على بناء العقارات ومكونات المَركبات والطاقة المتجددة.".
وأوضح: "نحن الآن جاهزون لدخول الحقبة التالية والبناء على تلك الاستثمارات الناجحة عبر تحديد ميادين جديدة لتعاون أكبر ولاستثمارات أكثر، ونتطلع لتوسعة هذه الشراكات في مجالات متنوعة وفي مختلف القطاعات".
وأكد الجابر أن "الرؤية المشتركة للإمارات وتركيا لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار، ليس لنا فحسب، وإنما للمنطقة ككل، تخدم مصلحة البلدين المشتركة. من خلال التواصل مع الشركاء الأتراك، من الواضح أننا نتشارك الرؤية المستقبلية نفسها ونتفق حول مجموعة من القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية لكلا بلدينا".
ونوه إلى أن "بناء الشراكات النوعية هو جزء لا يتجزأ من نهج الإمارات، حيث كانت هذه الشراكات العامل الأساس وراء تحقيق الدولة نجاحات عدة خلال السنوات الماضية".
واختتم: "فيما نحتفي باليوبيل الذهبي للإمارات، نقول إن الشراكات وبناء الجسور ستظل محورية في خطتنا التنموية للخمسين سنة المقبلة، لذلك، نركز على إعطاء الأولوية للاستقرار والنمو الاقتصادي المستدام والازدهار والتعاون مع شركائنا الإقليميين والدوليين، وهذا يعني إقامة روابط اقتصادية وتجارية أقوى مع مختلف الدول حول العالم مثل تركيا، وبما أن تركيا دولة إقليمية مهمة، ننظر إليها كشريك طبيعي بالنسبة لنا".