يرى مراقبو الشأن الليبي أن القبائل تنتظرها مهمة خاصة خلال المرحلة المقبلة، وذلك في الحشد لإنجاح الانتخابات العامة المقررة في 24 ديسمبر، مثلما كان حائلا أمام محاولات اختطاف البلاد من المجموعات المتطرفة خلال السنوات الماضية.
ويعول رئيس مركز التمكين للدراسات والبحوث الاستراتيجية الليبي، محمد المصباحي، على دور القبائل الوطني في دعم الانتخابات، بعيدا عن التعصب المناطقي، والتركيز على الالتفاف حول القضايا الوطنية.
ويرى، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، أن أبناء القبائل سيدعمون من يقدم برنامجا وطنيا ينهض بليبيا، يضمن تحقيق سيادة الوطن وهيبته، ويتضمن عناصر مهمة على المستوى السياسي والأمني، لعل أبرزها طرد القوات الأجنبية والمرتزقة.
ولا يعتقد المصباحي أن تتحرك القبائل بشكل "جماعي" في الانتخابات، فرغم اعترافه بتأثيرها الاجتماعي الكبير على أفرادها، إلا أن "القناعات الشخصية" هي التي ستحسم الاختيارات في النهاية.
حرية الاختيار
وهنا، ينفي الناطق الإعلامي باسم مجلس شيوخ قبائل الطوارق، حسين كويوي وجود توجيه بانتخاب أي مرشح رئاسي بعينه، والأمر متروك لأبناء الطوارق يختارون الأنسب في لم شمل الليبيين وإنهاء الانقسامات.
ويحذر كويوي، في حديثه إلى "سكاي نيوز عربية"، من مغبة دعم قبائل لمرشح بعينه، بما يزيد من الانقسامات داخل المجتمع الليبي، لتتحول الانتخابات من عنوان للوحدة، إلى حلقة جديدة من حلقات الصراع.
لكن تبقى المهمة الأبرز أمام الرئيس المقبل، حسب رؤية أبناء القبائل، هي "تحقيق التوافق الوطني، وتوحيد الليبي"، وفق حديث كويوي.
خريطة القبائل في ليبيا
و"القبيلة" هي النواة والمكون الأساسي الذي يقوم عليه المجتمع الليبي، وعلى مر التاريخ شكلت قوة مؤثرة، في مختلف مفاصل الدولة.
ففي المنطقة الغربية توجد قبائل ترهونة، التي تتكون من نحو ستين قبيلة فرعية، وأبناؤها هم ثلث سكان العاصمة طرابلس.
كما توجد قبيلة ورفلة، التي يتجاوز عدد أفرادها مليون ليبي، مما يمثل سدس سكان البلاد، وتعد رأس الحربة في مواجهة التيارات المتطرفة.
وغربا أيضا، توجد قبائل الصيعان والنوايل والنواحي الأربع، والعجيلات والزاوية، إضافة إلى الرجبان والزنتان وقبيلة المشاشية والأصابعة والعربان وولاد بريك والقواليش وقبائل زليتن، وسرت وجادو ويفرن ونالوت.
وشرقا، تنقسم قبائل برقة إلى أربعة فروع، هي الجبارنة والحرابي والمرابطين إضافة إلى قبائل لحضور، وكان لها دور بارز خلال الفترة الماضية في دعم الجيش الوطني خلال معركته ضد المجموعات المتطرفة.
وإلى الجنوب يوجد ضمن مكونات قبائل فزان، أولاد سليمان والمقارحة والقذاذفة وحضيرات والطوارق والتبو، وكذلك قبيلة الحساونة وقبائل وادي الحياة.