أجرى السفير الأميركي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، اجتماعا بالعاصمة طرابلس، مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، مما شكل رسالة إلى الساعين لعرقلة الانتخابات، بأن واشنطن جادة في تأمين وصول الانتخابات إلى موعدها وإتمامها في ديسمبر المقبل.
وقالت السفارة الأميركية لدى ليبيا في تغريدة على حسابها في تويتر، الأربعاء: "نورلاند أكد للسايح مواصلة دعم الولايات المتحدة لجهود مفوضية الانتخابات، لضمان أمن ونزاهة عملية التصويت، كجزء أساسي من السماح للناخبين الليبيين بتقرير مستقبل البلاد".
وناقش السفير ومن معه خلال الاجتماع، آخر تحديات العملية الانتخابية والعراقيل التي تواجهها، لا سيما التصعيد الأخير ضد المفوضية، وفق ما ذكرته مصادر لموقع "سكاي نيوز عربية".
وأضافت أن زيارة السفير "قد تحمل رسالة واضحة، وهي أنه لن يقبل نهائيا فكرة فرض الأمر الواقع بإغلاق اللجان الانتخابية أو التهديد بالسلاح الذي لوحت به الميليشيات والشخصيات المحسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي".
كما أشارت المصادر إلى أن المجتمع الدولي "يسير بشكل ثابت وحازم بالفعل تجاه إجراء الانتخابات، وهو الأمر الذي قد يخل بتوازن التيارات التي تريد عرقلة عملية التصويت".
لقاءات مكثفة مع عدة أطراف
ووفق ما نقلته مصادر من داخل مطار معتيقة لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن السفارة أرسلت للمسؤولين في المطار قائمة بعدد من الشخصيات لعقد اجتماعات معهم، طلبت الولايات المتحدة دخولهم إلى المطار، من بينهم نائب رئيس المجلس الرئاسي موسى الكوني، ووزير الداخلية خالد مازن، ووزير الداخلية في حكومة الوفاق السابقة فتحي باشاغا.
ولفتت إلى أن اللقاءات مستمرة، وأن "الهدف من الزيارة هو تأكيد الولايات المتحدة أن ما تتعرض له مكاتب المفوضية في عدد من المدن بغرب ليبيا، لن يمر مرور الكرام، وأن واشنطن ستلاحق الساعين للفوضى؛ ولذلك طلب السفير من السايح التواصل الدائم مع السفارة وإطلاعها على أي اعتداء تتعرض له مقرات المفوضية".
ومن المرجح أن يتوجه الوفد الأميركي إلى مدينة سرت لعقد لقاءات مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وكذلك زيارة مدينة بنغازي شرقي البلاد.
تهديدات على الأرض
وبدأت التحذيرات من مخطط عرقلة الانتخابات في ليبيا، تتحول إلى وقائع على الأرض، حيث ثارت ضجة حينما نُشر تصريح لرئيس المفوضية على صفحتها بموقع فيسبوك، يعلن فيه رفض ترشح سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، لانتخابات الرئاسة..
لكن اتضح لاحقا أن الصفحة تعرضت لـ"هجوم" إلكتروني" نفذه مجهولون ونشروا التصريح الكاذب، بحسب رئيس قسم التقنية بالمفوضية، فيصل رحيل.
وشهدت عدة مدن في غرب ليبيا الذي تسيطر عليه الميلشيات، هجمات على مقرات مفوضية الانتخابات، وعطلت العمل فيها، مما أدى لوقف توزيع بطاقات الناخبين.
وسبق أن أعلنت ميليشيا "عملية بركان الغضب" الخاضعة لتنظيم الإخوان، رفضها لقوانين الانتخابات، وحمّلت مفوضية الانتخابات ومجلس النواب المسؤولية عن "العواقب التي وصفها بالخطيرة"، في تهديد واضح.
كما هدد الكاتب أحمد السويحلي، المحسوب على الإخوان، عبر تطبيق "كلوب هاوس"، بخطف رئيس مفوضية الانتخابات، إذا تم قبول ترشح القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، للرئاسة.
وهدد أيضا خالد المشري، رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة التابع للإخوان، بـ"إغراق ليبيا في بحور الدم"، قائلا في مقابلة تلفزيونية: "حفتر لن يحكم ليبيا أبدا، ولو على جثث الآلاف وعشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف".
وعلق الباحث السياسي في الشأن الليبي محمد الغرياني لموقع "سكاي نيوز عربية"، على تلك الأحداث بالقول، إن "الولايات المتحدة جادة بشكل كبير في دعم استكمال العملية الانتخابية، وستقف بقوة لكل من يهدد بالعرقلة".