انطلق منتدى صير بني ياس في أبوظبي، بدولة الإمارات العربية المتحدّة، والذي تُنظمه وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، بمشاركة عدد من وزراء الخارجية العرب.

وأعلنت مصر مشاركتها في الدورة الحالية، وهي الدورة الثانية عشر، لهذا المحفل الهام الذي يأتي في إطار الحرص على مواصلة تبادُل الرؤى والتشاور مع كبار المسؤولين وقادة الفكر بشأن القضايا الملحة والملفات ذات الأولوية.

وبحسب بيان الخارجية المصرية؛ فإنَّ "المنتدى غير الرسمي يوفر مساحة للنقاش والعصف الذهني وبلورة الأفكار إزاء أبرز التحديات الآنية والمستقبلية وسبل حلحلة الأزمات التي يشهدها المحيط الإقليمي والدولي".

ومنتدى صير بني ياس، يُعقد هذا العام للمرة الثانية عشر، وهو منتدى غير رسمي يُقام في الإمارات؛ إلا أنَّه فرصة لتبادل وجهات النظر بين الدول العربية فيما يتعلق بأزمات المنطقة.

وشدد الخبراء في الشأن العربي الذين تواصل معهم موقع "سكاي نيوز عربية" على أنَّ المنتدى سيكون فرصة هامّة قبل القمة العربية التي ستنعقد في مارس المقبل ستبحث إصلاح الجامعة العربية بما يتماشى مع رؤية العمل العربي المشترك.

الفرصة الأخيرة

وفي هذا السياق، يقول مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير حسين هريدي، إنّه مؤتمر يتناول القضايا العربيّة، وخصوصًا في ليبيا بعد المؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي استضافته العاصمة الفرنسية أول أمس.

وشدد في تصريحات خاصّة لموقع "سكاي نيوز عربية" على أنّ المؤتمر سيتناول جميع القضايا العربية، كالوضع في سوريا، والاقتراب العربي "المتدرّج" تجاه دمشق، على حدّ تعبيره.

وأشار إلى أنَّ المنتدى أيضًا يمّهد للإعداد للقمة العربية المقبلة التي ستستضيفها الجزائر قائلًا: "المصادر الجزائرية الرسمية قالت إنّها ستكون فرصة لإصلاح جامعة الدول العربية".

وأوضح أنَّ الملفات عديدة ومتداخلة التي سيتناولها المنتدى؛ مثل الأوضاع الأمنية في الخليج العربي، وإيران، والحرب في اليمن، والتعامل مع تطورات القضية الفلسطينية.

ونوّه إلى ضرورة الإعداد جيّدًا للقمة العربية في الجزائر، حتى تكون قمّة الحسم، مفسّرًا ذلك بقوله: "يجب على الدول العربية الخروج منها عاقدة العزم على حل كافّة الأزمات والقضايا التي تعاني منها المنطقة العربية منذ عشر سنوات".

وعن نقاط الخلاف شدد على أنَّ "جميع الدول العربيّة متفقة على المرجعيات الأساسية للتسويات السلمية في المنطقة، ألا وهي قرارات مجلس الأمن، وقرارات جامعة الدول العربية، التي تتفق مع قرارات الشرعية الدولية".

وأوضح أنّ "التطرُّق للقضايا العربية حتمًا سيتطرّق للتدخلات الإقليمية والدولية في الشأن العربي، وهذا موضوع به إجماع عربي على رفض كافّة أشكال التدخلات الإقليمية والدولية في الشؤون العربية".

إلا أنّه أكّد على أنَّ "الاقتراب من التدخلات الإقليمية والدولية في الشؤون العربية سيكون اقترابًا دبلوماسيًّا، خاصة في وجود حوار دائر بين المملكة العربية السعودية وإيران، وهو ما يدّل على أنَّ السعودية وإيران على استعداد تسويّة الخلاف بينهما".

وأردف قائلًا: "الدول العربية بالطبع ستبارك أي اتفاق بين الدولتين، ينعكس إيجابيًّا على الوضع العربي والأمن العربي"، معتقدًا أنّ "المرحلة الحالية هي مرحلة انفتاح وتسويات وتوافق، وإذا كان هناك أي تباين في وجهات النظر فهو تباين على التوقيتات وعلى سرعة التحركات".

أمَّا عن التوصيات التي سيخرج بها المنتدى، فقال: "في مثل هذه المنتديات الأهميّة تكمن في وجود فرصة للمسؤولين لتبادل وجهات النظر ونقاش حر بعيدًا عن الرسميات، وما هي الأولويات اليوم في العالم العربي".

أخبار ذات صلة

وزيرا خارجية الإمارات والأردن يبحثان التعاون
سوريا والعودة لبيت العرب.. توقيت دقيق لزيارة عبدالله بن زايد

القمّة العربية

في حين يقول السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنّ هذه المؤتمرات التي تُعقد في الإمارات هامّة جدًا، معتبرًا إياها "نافذة عرض، والتطلُّع على سياسات الدول الأخرى، وعرض سياستك الخاصّة وتوضيحها، ومشاورات".

وأكَّد أنَّ الإمارات تعقد كثيرًا من هذه المؤتمرات، لفتح نوافذ على العالم، وهو ما تؤكده الإمارات دائمًا بانفتاحها على العالم، خصوصًا دبي، ولتعرُّف الناس على النهضة التي تشهدها الإمارات حاليًّا.

وشدد على أهميّة حضور وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لهذه المؤتمرات لعرض وجهات النظر المصريّة المتعلّقة بالقضايا الإقليمية، والاستماع إلى وجهات نظر العالم العربي، وهو ما يمثل نوعًا من "الارتباط الأدبي بين مصر وعالمها العربي، وتحديدًا دول الخليج".

ويرى أنّ وجهات النظر المصرية متقاربة مع مجموعة المشرق العربي، بالإضافة إلى العراق والأردن وسوريا والسودان، ونأمل خلال اجتماع العرب أن تعود سوريا للجامعة العربية، خاصّةً بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتية للدولة السورية.

وأشار إلى أنَّ المنتدى سيتناول الأزمات العربية الحالية، فيما يتعلّق بالأزمة اللبنانية والأزمة السورية والأزمة السودانية ودعم الموقف في جنوب السودان، وأيضًا التطرُّق للتدخلات الخارجية في الشؤون العربية.

وختم بأنَّ توصيات المنتدى ستخرج بإدانة كل تواجد أجنبي لمرتزقة على الأراضي العربية، وتأييد كل الجهود اللازمة لإخراجهم من الأراضي العربية، حفاظًا على وحدة تلك الشعوب، وسلامتهم وأمنهم.