اندلعت حرائق كبيرة وصفت بالكارثية منذ ليل السبت في عدة مناطق لبنانية، والتهمت مساحات شاسعة بدءا من قرى قضاء عكار أقصى شمالي البلاد وصولا إلى منطقة صور في أقصى الجنوب، مرورا بمنطقة جبل لبنان وبيت مري.
وتبذل أجهزة الدفاع المدني على مدار الساعات الماضية، وبدعم من طوافات الجيش اللبناني، جهودا كبيرة لاحتواء النيران التي تنتقل من مكان لآخر بسرعة.
"الإهمال"
وفي اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية"، قال وزير البيئة ناصر ياسين إن أسباب اندلاع الحرائق هي "عوامل المناخ والجفاف والحرارة المرتفعة، بالإضافة إلى إهمال المزارعين لتنظيف أراضيهم وبساتينهم من الأعشاب الجافة، وانتشار مكبات النفايات العشوائية التي يتم إحراقها بشكل فوضوي" وفق قوله.
وكشف الوزير عن "إعداد خطة استراتيجية تلحظ دورا محوريا للبلديات في تنظيف المناطق القريبة من الغابات، ومنع رمي النفايات وحرقها بالقرب منها"، مضيفا أن "عملية إطفاء الحرائق تتم بطرق بدائية. أجريت اتصالا برئيس الحكومة لتأمين طائرات إطفاء بديلة لتلك المتوقفة عن العمل في المطار. وتقوم طوافات الجيش بجهود حثيثة لإطفاء الحرائق بالاعتماد على مساعدة الدفاع المدني".
من جهة أخرى، عزا خبراء البيئة أسباب الحرائق إلى التغير المناخي والاحتباس الحراري، الذي غير مناخ العالم.
آليات محدودة الفعالية
وتأتي هذه الكارثة بعد سنوات من الفشل في تجهيز أسطول من الطائرات المخصصة بإطفاء الحرائق.
ويعتمد لبنان في إطفاء الحرائق على آليات جهاز الدفاع المدني محدودة الفعالية، بسبب عدم وجود طرق في الجبال تساعد على الوصول إلى النيران المشتعلة.
كما يجري الاعتماد على طوافات الجيش اللبناني، التي تقوم بالمهمة الصعبة علما أنها غير مجهزة أصلا لإطفاء الحرائق، مما يشكل خطورة عليها وعلى طاقمها.
وبحسب معلومات حصل عليها موقع "سكاي نيوز عربية"، فإن كبار المعنيين في البلاد يرفضون تعيين مأموري أحراش (حراس) لمراقبة الغابات والإبلاغ عن الحرائق فور اشتعالها، ومنع المزارعين من حرق مخلفات بساتينهم.
من أجل الفحم
ومن جهة أخرى، قال رئيس جمعية الـ"يازا" في لبنان زياد عقل لموقع "سكاي نيوزعربية"، إنه "كما في كل عام بعد تأخر الأمطار والجفاف واندلاع بعض الحرائق في الأحراش، ينتهز بعض ضعاف النفوس الفرصة لإشعال بعض الحرائق، ليحصل بعد إطفائها على الحطب لصنع الفحم كمصدر للتدفئة، في ضوء الارتفاع الشديد في أسعار المحروقات".
ووصف عقل الحرائق بـ"الكارثية"، نظرا لصعوبة إخمادها ولقربها من المنازل، خاصة في منطقة البترون شمالا وبلدة بيت مري في جبل لبنان.