بعد فترة من تقديم نفسه أمام العالم بأنه حريص على إتمام الانتخابات الليبية، دعت قيادات تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي صراحة بمقاطعتها، والخروج في مظاهرات لإجبار الحكومة على وقفها، إلا أنه صُدم بفشل جديد.
فلم تخرج الأربعاء الحشود التي دعاها الإخواني خالد المشري، رئيس ما يُسمى بالمجلس الأعلى للدولة بليبيا، للتجمع والاحتجاج أمام مقر المفوضية العليا للانتخابات ومجلس النواب وكافة المقرات الحكومية، للاحتجاج على قوانين الانتخابات وبعض الأسماء المتوقع ترشحها للرئاسة، وخاصة المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، وسيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الراحل معمر القذافي.
وخلال اجتماع بطرابلس مع قادة الميليشيات في غرب ليبيا، الثلاثاء، دعا المشري الليبيين لعدم المشاركة في الانتخابات سواء كناخبين أو مرشحين، وهدد علنا من يشارك: "لا تستهينوا بهذا الجمع ومن يقف وراءنا"، "سنفعل أي شيء لتجنب انتخاب أشخاص لا نريدهم"، مشبهًا ترشحهم بالنازية والفاشية.
وقالت مصادر لموقع "سكاي نيوز عربية" إن المشري وضع مع قادة الميليشيات خطة لحصار مقرات التصويت لمنع الناخبين من الوصول إليها.
وقبل أيام، أعلن المشري تهديدا صريحا بإغراق ليبيا في بحار الدم، قائلا في تصريحات تلفزيونية: "حفتر لن يحكم ليبيا أبدا، ولو على جثث الآلاف وعشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف".
وبالتزامن، هدد الكاتب أحمد السويحلي المحسوب على الإخوان، المقيم في بريطانيا، عبر تطبيق "كلوب هاوس" بخطف رئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح إن تم قبول ترشح قائد حفتر للرئاسة.
حصار مراكز التصويت
وفي تحرك ميليشياوي، أعلنت ميليشيا "عملية بركان الغضب" الخاضعة لتنظيم الإخوان في بيان رفضها لقوانين الانتخابات المقررة 24 ديسمبر؛ كخطوة يمهدون بها للطعن في شرعية الانتخابات.
وحمَّل البيان رئيس مفوضية الانتخابات ومجلس النواب المسؤولية عن العواقب التي وصفها بالخطيرة وقد تنسف الاستقرار في ليبيا.
"مأخذ الجد"
ويعلق المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري على هذا التصعيد بأن حديث المشري "استقواء بالخارج بعد أن لوح قائلا لا تستهينوا بمن يدعمنا"، لافتا إلى أن هذا ليس بجديد على التنظيم الذي جلب المرتزقة وقوات أجنبية إلى ليبيا.
ونبَّه الفيتوري في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" الليبيين أن يأخذوا هذه التهديدات على محمل الجد "فالتنظيم لا يوجد لديه شيء يبكي عليه، وسيفعل كل ما في وسعه لتعطيل الانتخابات بعد تأكده أن منصب الرئيس وأغلبية البرلمان لن تكون له".
كما طالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل الحازم بوضع قواعد تردع التنظيم الإخواني "الذي بات يتعامل مع ليبيا على أنها ميراث أجدادهم"، فق تعبيره.
وفي تقدير الكاتب الصحفي، جبريل العبيدي، فإن المشري أحرج نفسه بدعوته للتظاهر.
ويوضح ذك في منشور له، عبر حسابه على موقع "فيسبوك": "المشري أحرج نفسه وجماعته، بكشف ضآلة حجم الإخوان في ليبيا. أين الحشود يا مشري؟".