دخلت نقابة الأطباء في ليبيا صباح اليوم، في حالة إضراب عام ومفتوح عن العمل، في كل المرافق الصحية والمستشفيات، حتى يتم تحقيق مطالب الأطباء برفع رواتب الأطباء والأطقم الطبية المساعدة والعاملين في القطاع الصحي.
وقال نقيب الأطباء الليبي محمد الغوج لـ"سكاي نيوز عربية"، إن الهدف الرئيسي من الإضراب هو رفع رواتب الأطباء والأطقم الطبية المساعدة والعاملين في القطاع الصحي، كما جاء في مطالباتنا السابقة، والتي استمرّت لعدة سنوات من دون تجاوب من السلطات، رغم التحذيرات التي أطلقتها النقابة أكثر من مرة قبل اللجوء إلى الإضراب.
وضع متردي
الغوج أشار إلى أن نقابة الأطباء في ليبيا، تواصلت لأول مرة مع رئيس الحكومة، ولم يتم التوصل إلى حل جذري للمشكلة التي يعانيها القطاع الطبي في ليبيا منذ سنوات وتمس صحة المواطنين والأطباء على حد سواء.
ولا يتوقف طلبات أعضاء نقابة الأطباء عند المطالب المالية فقط، بل تمتد إلى المطالبة برفع مستوى الخدمات في المؤسسة الصحية التي تعاني من أزمات والتي لها انعكاس مباشر على صحة المواطنين في ليبيا والأطباء وكافة أبناء القطاع الصحي، كما أن لهم مطلباً لا تنازل عنه وهو اعتبار من مات من أفراد لأطقم الطبية والمساعدة، نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا شهداء واجب.
وكشف الغوج عن أن هناك عدد غير قليل من المستشفيات تعاني انقطاعًا في رواتب الأطباء منذ أربع وأحيانًا خمس سنوات، دون أي تحرك من الحكومة لحل تلك الأزمة المتواصلة والتي تؤدي بكل لتأكيد لتردي مستوى الخدمات في تلك المستشفيات بشكل مباشر.
وتابع: "يهدف الإضراب على إجبار الجهات التشريعية والتنفيذية للتعامل بجدية مع مطالبنا، لتمكيننا من رفع المعاناة عن القطاع الصحي، خاصة في المناطق النائية كالجنوب، التي يحتاج فيها المريض إلى قطع مئات الكيلومترات ليصل إلى مستشفيات المدن الكبرى للعلاج".
استثناء
وحول الحالات المستثناة من المشاركة في إ ضراب الأطباء أكد الغوج أن حالات الإسعاف والطوارئ وإنقاذ الحياة، لا تشارك في الإضراب للمحافظة على أرواح المواطنين سيما وأن الإضراب يهدف في المقام الأول الحفاظ على حياة الناس والنظر إلى الوضع الصحي المتردي في ليبيا.
واختمم الغوج حديثه بالتشديد على أن قطاع الصحة أصبح قطاعا منهارا، ونريد من الجهات المسؤولة أن تلتفت إلى مطالب واحتياجات هذا القطاع المهم.
وفي المنطقة الجنوبية، قالت حليمة الماهري، الناطقة باسم مركز سبها الطبي، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن مدن الجنوب لم تلتزم بشكل كبير بالإضراب عن العمل وفي انتظار التواصل مع النقابة الرئيسية التي صرحت أكثر من مرة على التواصل مع النقابات الفرعية والمستشفيات والمراكز الطبية للاتفاق على آلية التنفيذ، بينما دخلت بالفعل عدة مدة في الغرب حيز التنفيذ.
وأشارت إلى أن العديد من المراكز الطبية والمستشفيات في الجنوب الليبي في حالة متردية وتحتاج إلى عدة إعادة النظر بشكل عاجل في الأمر للحفاظ على حياة المواطنين، والنظر إلى الحالات المادية للعاملين في القطاع الطبي ككل.
سوابق
وفي شهر يوينو الماضي دخلت نقابة الأطباء الليبية، في حالة إضراب الجزئي عن العمل، وقررت حينها تصعيد الإجراءات، وأعلنت لجوئها إلى منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف وغيرها من المنظمات الدولية الموجودة في الدولة.
وعلى إثر ذلك صرح وزير الصحة الليبي علي الزناتي لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن القطاع الصحي تعرض لضغط كبير خلال السنوات الماضية، وزاد هذا الضغط سوء حالة الانقسام في البلاد، والتفكك الهيكلي لقطاع الصحة ومؤسساته، الأمر الذي وضع العاملين بالقطاع في وضعٍ صعب، خصوصا ممن يتعاملون مباشرة مع متلقي الخدمة من مرضى ومرافقين.
وأوضح أن الأطباء تعرضوا إلى ضغوط وانتهاكات، ورغم ذلك لم يتأخروا عن العمل، وقدموا تضحيات أثناء تقديم واجبهم المهني، في الوقت الذي أوقفت خدمات في مؤسسات كثيرة، وأن مطالبهم مشروعة.