أعلنت مصر، يوم الخميس، بدء تفعيل "مركز مكافحة الإرهاب لتجمع دول الساحل والصحراء"، في إطار الجهود لدعم قدرات الدول الإفريقية.

وجاء في بيان نشره المتحدث العسكري، العقيد أركان حرب غريب غريب، أن المركز هو "أحد أهم مكونات وآليات تجمع دول الساحل والصحراء".

ووقعت مصر اتفاقية المقر بين مساعد وزير الدفاع للعلاقات الخارجية بالإنابة عن الجمهورية، والأمين التنفيذي بالإنابة لتجمع الساحل والصحراء.

وأكد مساعد وزير الدفاع للعلاقات الخارجية، اللواء أركان حرب محمد صلاح، أنه تم إنشاء المركز "لتنسيق جهود الدول أعضاء التجمع، وتبادل المعلومات التي تعين هذه الدول على المواجهة الشاملة للإرهاب".

وأشار المدير العام لمركز مكافحة الإرهاب لتجمع دول الساحل والصحراء، اللواء أركان حرب محمد عبد الباسط، خلال كلمته، إلى أن المنظمة طورت أنشطتها وفاعلياتها في عدة مجالات، من بينها التنموي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها، لخدمة المجتمع الإفريقي، بالإضافة إلى المجال الأمني ومكافحة الإرهاب".

وأوضح الأمين التنفيذي لتجمع الساحل والصحراء، السفير عبد الرحيم القدميري، أن القيم التي يقوم عليها إنشاء المركز هي "التضامن وتوطيد الأخوة بين الشعوب، وضرورة الكفاح الجماعي والفعال ضد الإرهاب".

أخبار ذات صلة

فرنسا تؤكد قدرة جيوش دول الساحل على التصدي للمتشددين
صقر سيناء.. من هو أسامة عسكر رئيس أركان الجيش المصري؟

ضربات استباقية

وفي هذا السياق، يقول الخبير الاستراتيجي، سمير فرج: "مصر وجدت أنه يتوجب عليها القيام بدورٍ للتصدي للعناصر الإرهابية في هذه الدول، لأن الإرهاب عابر للحدود، ولا يرتبط بحدود دولة بعينها".

وأشار في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أنه "إذا لم تقم مصر ودول الصحراء والساحل بالتصدي لهذه العناصر الإرهابية، فستقوى شوكتها وستعبر الحدود، لذلك كان على مصر تنفيذ ضربات استباقية ضد هذه العناصر".

كما شدد على وجود "خبرة مصرية وقدرة وإمكانيات لإدارة هذا العمل بكفاءة كاملة، وتحقيق السلام في هذه الدول، بالإضافة إلى تدريب قوات هذه الدول".

وأردف: "ستساعد مصر في تسليح هذه الدول بحدود المتوسط، وتساعد في وضع الخطط، خاصة لامتلاكها خبرة كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، وكل هذه الإمكانيات من الممكن أن تقدمها مصر خلال الفترة المقبلة".

وأكد فرج على أن مصر "لن تشارك فقط بالإدارة؛ إذ سيكون هناك تبادل معلومات وتوزيعها على الدول المشتركة في هذا المركز، وتعاون في مجال التدريب ووضع الخطط".

المغانم والمغارم

أما الخبير في الشؤون الإفريقية، أيمن سمير، فقال إنّ مصر لديها اهتمام خاص بمنطقة الساحل والصحراء(...) دائما كانت علاقة مصر مع هذه الدول علاقة وطيدة، والمغانم عندما تكون هذه المنطقة مستقرة، تقوم على مصالح مشتركة، والتواصل بين الشعب المصري وشعوب هذه الدول".

وأردف: "لكن تحولت هذه المنطقة في الفترة الأخيرة إلى منطقة مغارم، تأتي منها الجماعات الإرهابية والإجرامية، وما نراه الآن من انتشار بشكل غير مسبوق للجماعات الإرهابية، تحديدا داعش والقاعدة، في هذه المنطقة، يهدد بشكل مباشر الأمن القومي العربي، لدول مثل مصر والسودان وليبيا والجزائر والمغرب".

أخبار ذات صلة

"الحاضنة العرقية" للتطرف.. أزاحت "برخان" وتعاند حكومة مالي
يتوالى حصد الرؤوس.. مقتل الزعيم الجديد لداعش

وشدد على أن "مصر تأمل بأن يكون هذا المركز بداية ومنصة لإطلاق تعاون نوعي وبشكل مختلف، لمكافحة التحدي الجديد المتمثل في هذه الجماعات الإرهابية".

واستطرد قائلا: "بصفة خاصة في ظل وجود تحديات جديدة بعد إعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنهاء عملية برخان، وخفض عدد القوات الفرنسية إلى ما بين ألف إلى ألفي جندي فقط".

وتابع "تخفيض عدد القوات الفرنسية يمثل عبئا على الدول الموجودة في تجمع الساحل والصحراء، لذلك يجب تكثيف تعاونها من أجل أن يكون لديها قدرات ذاتية للتعامل مع هذه العمليات الإرهابية، في ظل تراجع الاهتمام الدولي والدعم الدولي الواضح في القوات الفرنسية".

واعتبر الخبير في الشؤون الدولية، أن المركز "سيكون منسقا للجهود الوطنية الموجودة لدى كل هذه الدول، من أجل أن تكون مواجهة الإرهاب ذات فاعلية وذات مصداقية"، بالإضافة إلى اعتباره منصة للعمل المشترك، على حد تعبيره.

وتابع: "المركز يقدم مقاربة جديدة ومختلفة للتعامل مع الأنشطة الإرهابية، تقوم على النظر إلى العمل الإرهابي باعتباره عملية وليس مجرد فعل إرهابي".

وفسّر ذلك بالقول: "بمعنى أن العملية الإرهابية تبدأ بالفكرة الخاطئة، وتمر بالتمويل وتنتهي بالفعل الإرهابي، وبالتالي مصر تقدم رؤية تقوم على مكافحة الإرهاب، عبر هذه المسارات الثلاثة".

وذكّر سمير بتشديد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على "ضرورة مكافحة الفكرة الخاطئة، التي كان يؤكد من خلالها أن الإرهابي قبل أن يحمل بندقية أو حزام ناسف، فهو يحمل فكرة خاطئة، وإذا ما استطعنا تصحيح هذه الفكرة، لن ينفذ عملا إرهابيا".

وأضاف: "الفكرة الخاطئة تحتاج تمويلا لترجمتها، وبالتالي قطع مسارات التمويل أو منابعها للمجموعات الإرهابية مهم للغاية".

واختتم حديثه بالقول: "ستكون مهمة المركز أيضا تبادل التعاون المعلوماتي والاستخباراتي، وتدريب الجيوش والشرطة في هذه الدول. وهذا المسار تقوم به الدولة المصرية منذ فترة طويلة من خلال تقديم خبراتها فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب ومتابعة العناصر الإرهابية لهذه الدول، لإيمان القاهرة بأن الإرهاب عابر للحدود".