عشية انعقاد قمة غلاسكو المناخية والمعروفة بمؤتمر منظمة الأمم المتحدة لتغير المناخ، أثارت تصريحات وزارة البيئة العراقية، التي تشير فيها إلى أن العراق يعد خامس أكثر دول العالم تضررا من ظاهرة التغير المناخي، مخاوف واسعة من التداعيات الكارثية لذلك على الأمنين الغذائي والمائي في بلاد الرافدين.
وأشارت أحدث التقارير التي تصدرها المؤسسات الأممية المعنية ومنظمات الإغاثة الدولية، إلى أن أكثر من 7 ملايين عراقي، لا يملكون القدرة على الوصول إلى المياه والغذاء والكهرباء بما يسد حاجتهم كما يجب.
كما حذرت من تفاقم الكارثة البيئية الإنسانية بالعراق، مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات الأمطار والجفاف الذي يعرض مئات الكيلومترات من الأراضي الزراعية لخطر الجفاف التام، مما يؤدي لحرمان الأهالي من مصادر مياه الشرب ومياه الري.
كما يؤدي ذلك إلى عرقلة عمليات توليد الكهرباء نتيجة شح ونفاذ مياه السدود، وهذا يؤثر بدوره على عمل المرافق العامة الأساسية، بما في ذلك قطاع الخدمات الصحية.
وتعكس هذه التحذيرات الدولية المتصاعدة، فداحة الأزمة التي تعصف بالعراق ومختلف دول المنطقة، جراء الجفاف والتصحر وتراجع منسوب المياه الجوفية، وتراجع القطاعات الزراعية والإنتاجية الأخرى المترابطة.
الخبير المائي العراقي، حمزة رمضان، رأى في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن معاناة العراق جراء التغير المناخي ليست وليدة اللحظة، موضحا: "وصف العراق بأنه الأكثر هشاشة في مواجهة ظواهر التصحر والجفاف ونضوب الموارد الطبيعية وغيرها من العوامل المرتبطة بالتغير المناخي، وذلك في تقرير قبل 10 سنوات تقريبا، أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP2010) في تقريره السادس لتوقعات أحوال البيئة لمنطقة غرب آسيا".
وأضاف مدير مركز استراتيجيات الطاقة والمياه: "والآن بعد ظهور تنظيم داعش الإرهابي وممارساته التدميرية في البلاد، وتحكم كل من تركيا وإيران بتصاريف نهري دجلة والفرات، وسياساتهما المائية الابتزازية للعراق في هذا المضمار، فإن موقع العراق لن يكون فقط، مع الأسف، في المرتبة الخامسة على صعيد أكثر دول العالم هشاشة من حيث شح المياه والغذاء والتأثر السلبي بمفاعيل تغيرات المناخ العالمية، بل هو مرشح لاحتلال درجات أدنى من تلك المرتبة حتى، بسبب تأثر مناسيب مياهه بتحكم كل من تركيا وإيران فيها، وتقادم البنى التحتية لمشاريعه المائية والخزنية".
وتابع: "فمثلا سد دربنديخان الذي تعرض إلى زلزال قوي بدرجة 7.2 على مقياس ريختر عام 2017، لا يستطيع منذ ذلك الحين تخزين أكثر من ملياري متر مكعب بدلا من 3 مليارات سابقا، بسبب تداعيات الهزة الأرضية العنيفة، وكذلك الجفاف بسبب انخفاض معدلات ونسب هطول الأمطار، وقلة الوارد المائي من خارج الحدود، بسبب التخزين في البلدان المجاورة، وزيادة التلوث خاصة في مياه شط العرب في مدينة البصرة، وتلوث الهواء بفعل العواصف الرملية والغبارية".
وقلل الأكاديمي العراقي من التفاؤل بشأن ما قد يصدر عن قمة المناخ العالمية في غلاسكو، بالقول: "التركيز خلال مثل هذه المحافل الدولية، يكون عادة على الدول الصناعية، ومعظمها ليست لديها الرغبة الصريحة في مساعدة الدول النامية، من بينها العراق، في مجابهة الآثار المدمرة لظاهرة التغير المناخي، فالمشكلة تعصف بالعالم ككل والمطلوب معالجات عاجلة وعملية تخصص لها برامج وميزانيات مفتوحة".
وتنطلق، الأحد، قمة غلاسكو المناخية في اسكتلندا بالمملكة المتحدة، بمشاركة 200 دولة وقعت على اتفاقية باريس الخاصة بتغير المناخ عام 2015 .