أنهت مصر استعداداتها للمشاركة في قمة الأمم المتحدة الـ26 للتغيرات المناخية، التي ستحتضنها غلاسكو مطلع نوفمبر المقبل.
وتحظى مشاركة مصر في قمة غلاسكو بأهمية كبيرة، بعد الإعلان رسميا عن اختيارها كمرشحة لاستضافة القمة الـ27 في 2022 ممثلة لقارة أفريقيا.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، أن مشاركة بلادها في قمة غلاسكو ستشهد إطلاق استراتيجية مصر الوطنية للتغيرات المناخية إلى 2050.
وأوضحت الوزيرة أن الاستراتيجية المصرية تركز على مجالي التخفيف والتكيف مع تغيرات المناخ، مؤكدة أن الاستراتيجية وحدها لن تحل المشكلة، لذا قامت الحكومة في ظل جائحة كورونا بتخضير موازنة الدولة، وإصدار دليل إرشادي لمعايير الاستدامة البيئية لتطبيقها على مشروعات الحكومة.
وتعتزم حكومة مصر، حسب الوزيرة، الوصول في عام 2021/2022 إلى 691 مشروع أخضر، وتأمل أن تكون 30 في المئة من المشروعات خضراء بحلول عام 2024.
ممثل لأفريقيا
ويقول الدكتور عاطف السعداوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن مصر صاحبة تجربة رائدة في الاقتصاد الأخضر والاعتماد على الطاقة النظيفة، وتسعى لتوجيه الدول المعنية بمكافحة التغير المناخي إلى العمل لصالح أفريقيا والدول النامية.
وأضاف السعداوي، في حديث خاص لموقع "سكاى نيوز عربية"، أن أفريقيا أكثر القارات تأثرا بالسياسات المسببة لتغير المناخ التي تتبعها الدول الكبرى، وهذه الزاوية حاضرة في رؤية مصر تجاه سياسيات تغير المناخ.
ولفت الخبير المصري إلى أن هناك مساعيا مصرية لتبنى مطالب الدول الأفريقية وتطرحها على مستوى دولي، بهدف توفير الدعم والتمويل اللازم لتنفيذ سياسات مواجهة التغير المناخي في تلك الدول.
وتابع قائلا إن أفريقيا تدفع فواتير سياسات ليست شريكة فيها، مثل السياسات الصناعية للدول الكبرى وتؤثر سلبا على المناخ في القارة، ومن ثم فإن هناك مسؤولية دولية وأخلاقية على الدول الكبرى ومؤسسات التمويل الدولية لدعمها في التحول الأخضر ومواجهة التغير المناخي.
قمة غلاسكو
ويوضح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية أن اختيار مصر لاستضافة مؤتمر المناخ في 2022 يعكس الثقة في الدولة المصرية، حيث يجمع هذا الحدث الدولي نحو 197 دولة بتمثيل رفيع المستوى، ما يوازي في أهميته اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويتابع السعداوي قائلا إن مشاركة مصر في دورة غلاسكو ستتأثر بترشحها لاستضافة الدورة التالية للقمة، وستعمل القاهرة على بلورة خطاب أفريقي وليس مصريا فحسب، بحيث يتضمن مطالب القارة حول تمويل سياسات مكافحة المناخ وسبل تسهيل حصول دول القارة على هذا التمويل.
أجندة مصر
وعن أجندة مصر في القمة المقبلة، قالت وزيرة البيئة المصرية إن موضوعات تغير المناخ تحتاج حوارا حقيقيا بين كافة الأطراف، ومنها الربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي، وتأثيره على مجتمع الأعمال والمجتمعات المحلية.
وأوضحت فؤاد أن مصر ستحرص حال استضافتها قمة المناخ 2022 على استكمال تسليط الضوء حول هذه الموضوعات، حيث يجري إعداد خارطة طريق التنوع البيولوجي لما بعد 2020 لإقرارها العام القادم.
المشاركة المصرية
وكشفت مصادر حكومية مصرية لموقع "سكاي نيوز عربية" أن المشاركة المصرية في الدورة 26 للمؤتمر (من 31 أكتوبر إلى 12 نوفمبر المقبل) ستكون بوفد يضم ممثلين عن الحكومة والقطاع الخاص واتحاد الصناعات المصري.
وتابعت المصادر أن الوفد المصري سيشارك في جلسات نقاشية وورش عمل للتحاور حول تنفيذ ومتابعة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي.
ومن المقرر، حسب المصادر، أن يعرض وفد مصر في قمة اسكتلندا قصصا وتجارب نجاح لمؤسسات القطاع الخاص في مجال حماية البيئة وتغير المناخ، فضلا عن عرض الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي.