كشفت القيادة المركزية الأميركية عن تصفية القيادي البارز في تنظيم القاعدة، عبد الحميد المطر والذي يكنى بـ"أبو عبد الله الرقاوي"، وذلك بعد بعد يومين على هجوم استهدف قاعدة عسكرية في جنوب البلاد يستخدمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن العملية ستؤثر "على قدرة التنظيم الإرهابي على التخطيط وشن الهجمات".
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، فجر السبت، شن غارة جوية لاستهداف القيادي بتنظيم القاعدة، في منطقة تل أبيض بمنطقة شرق الفرات في شمال غرب سوريا، وهي ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة ما يعرف بـ"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا.
ووفق الباحث المتخصص في الإسلام السياسي مصطفى صلاح، فإن القيادي بتنظيم القاعدة الذي جرى استهدافه، السبت، له تاريخ في العمل الجهادي بسوريا حيث يتحدر من مدينة الرقة، وكان قياديا بجبهة النصرة ثم بعدها انخرط في صفوف تنظيم حراس الدين، فرع تنظيم القاعدة بسوريا، لافتا في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أنه انتقل من إدلب إلى المناطق التي تخضع لسيطرة القوات المدعومة من أنقرة، حيث بقي بين منطقتي تل أبيض ورأس العين.
وبحسب بيان صادر عن القيادة الأميركية، فإن الضربة الجوية نفذتها طائرة MQ-9 المسيرة، وتابعت: "التخلص من هذا القيادي البارز في القاعدة سيقوض قدرة التنظيم الإرهابي على التخطيط للمزيد من الهجمات العالمية التي تهدد المواطنين الأمريكيين وشركاءنا والمدنيين الأبرياء وتنفيذها".
وقال جون ريغسبي الناطق بلسان القيادة المركزية الأميركية، إن "القاعدة لا تزال تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائنا".
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، فقد أوضح ريغسبي أن فرع تنظيم القاعدة بسوريا كان "يستخدم سوريا كملاذ آمن لإعادة تشكيل نفسه والتنسيق مع فروع خارجية والتخطيط لعمليات في الخارج".
وشددت القيادة المركزية الأميركية في ختام البيان على مواصلة "منتمي القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخر".
من اللافت أن تنظيم القاعدة أو أي من المجموعات المرتبطة به في داخل سوريا لم تعلن حتى الآن مقتل عبد الحميد المطر، وذلك خلافًا للمعتاد لأن تنظيم حراس الدين (الفرع المحلي للقاعدة) يعلن دائما سواء بصورة رسمية أو غير رسمية عن مقتل قيادته في شمال وشمال غربي سوريا، حسبما يشير الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، أحمد سلطان.
ويرجح سلطان في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، أن القيادي الذي جرى استهدافه كان أحد خلايا "خلف خطوط العدو" كما يسميها تنظيم حراس الدين، وهي المجموعات الناشطة في عمق مناطق النظام السوري، وفي مناطق السيطرة التركية والكردية على حد سواء، ويردفه: "هذه المجموعات هي رأس حربة تنظيم القاعدة في سوريا، والوحيدة من بين كل خلايا حراس الدين التي ما زالت نشطة عملياتيا منذ أواخر 2019، التي شهدت صدام كبير بين التنظيم وبين هيئة تحرير الشام التي تسيطر على إدلب السورية وتتبنى حاليا نهجا مضادا للقاعدة، كما تكشف الأحداث والصدامات بينهما".
وفيما يتصل بدلائل استهداف الولايات المتحدة للقيادي التنظيمي بالقاعدة في منطقة شمال غرب سوريا، يوضح الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية أن "العملية تحمل دلالة هامة تتصل بوقوعها قرب "تل أبيض" التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة لأنقرة، في ظل انتقاد الأخيرة لدعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الكردية، واعتبارها أن ذلك دعما للإرهاب".
ويختتم: "ومن شأن الهجوم أن يثبت وجود نشاط لشبكات القاعدة العالمية في عمق مناطق سيطرة تركيا وهو ما سيشير بالطبع إلى توظيف النظام التركي للتنظيمات الإرهابية في تحقيق أغراضه ومصالحه الذاتية، كما أن هذا الهجوم لن يكون الأخير، لكنه قد يؤدي إلى زيادة التوتر بين أنقرة وواشنطن، في حال كانت الغارة الجوية قد نفذت بدون علم الجانب التركي".