تدريبات برية وبحرية تنفذها مصر مع عدة دول إفريقية وغربية، بهدف دعم الأمن البحري وتأمين الحدود والملاحة وسط منطقة تعج بالصراعات.
وبرا، نفذت مصر، الثلاثاء، تدريبات عسكرية مع السودان لتأمين الحدود، وبحرا نفذت تدريبات عابرة مع اليونان وأميركا وإسبانيا.
يأتي ذلك بالتزامن مع الجولة التاسعة للقمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، في أثينا ضمن إطار آلية التعاون الثلاثي بينها التي انطلقت 2014.
قادة الدول الثلاث، أكدوا على تعزيز العلاقات بينهم، بالإضافة إلى دعم وتعميق التشاور السياسي حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه منطقتي الشرق الأوسط وشرقي المتوسط.
"حارس الجنوب"
وانطلقت، الثلاثاء، فعاليات التدريب المصري السوداني المشترك "حارس الجنوب - 1"، الذي تجرى فعالياته حتى التاسع والعشرين من أكتوبر الجاري، بقاعدة محمد نجيب العسكرية غربي البلاد.
ووفق بيان للمتحدث العسكري المصري، العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ، ينفذ التدريب، لأول مرة، بين الجانبين بمشاركة عناصر من حرس الحدود المصري، وعناصر المشاة السودانية المدربة على مهام تأمين الحدود.
تأمين الحدود
ويتضمن محاضرات نظرية وتدريبات عملية للتعرف على الخبرات القتالية للجانبين، وتحقيق الدمج والتجانس بين القوات، بهدف توحيد المفاهيم القتالية وصقل مهارات القوات المشاركة من الجانبين.
كذلك إقامة معرض للأسلحة والأجهزة والمعدات، التي تستخدم حديثا في مجال حرس الحدود ومكافحة عمليات التهريب والتسلل.
ويأتي التدريب في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة، لنقل وتبادل الخبرات وتعزيز أوجه التعاون العسكري، وتطوير العمل المشترك بين القوات المسلحة المصرية والسودانية.
تعزيز الأمن بالمتوسط
كما نفذت القوات البحرية المصرية تدريبا بحريا عابرا مع القوات البحرية اليونانية، باشتراك الفرقاطة المصرية "إسكندرية" والفرقاطة اليونانية (HS Kanaris)، وذلك بنطاق الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط.
جاء ذلك استمرارا للتدريبات المشتركة التي تجريها القوات البحرية المصرية مع البحريات العالمية، والتي تهدف إلى تعزيز القدرات القتالية للوحدات البحرية وأطقمها في دعم الأمن والاستقرار البحري بالمنطقة.
الأمن البحري والملاحة
كما نفذت القوات البحرية بنطاق مسرح العمليات للأسطول الجنوبي بالبحر الأحمر تدريبا بحريا عابرا مع القوات البحرية الأميركية، باشتراك الفرقاطة المصرية "طابا" والسفينة الأميركية (USS Okane)، وفق بيان للمتحدث العسكري المصري.
فضلا عن تنفيذ تدريب بحري عابر مع القوات البحرية الإسبانية، باشتراك الفرقاطة المصرية "الظافر" مع الفرقاطة الإسبانية "ESPS Victoria".
وتضمنت التدريبات تنفيذ مجموعة من الأنشطة القتالية البحرية المختلفة، التي تهدف لتعزيز إجراءات الأمن البحري بمسرح عمليات البحرين المتوسط والأحمر، وذلك لتقييم التهديدات السطحية والجوية.
كما تم التدريب على العمل المتجانس ضمن قوة مشتركة مكلفة بمهام حفظ الأمن البحري بغرض مجابهة التهديدات الخاصة التي تعوق حرية الملاحة الدولية وتدفق التجارة العالمية.
وتأتي تلك التدريبات في إطار خطة القوات المسلحة للتدريبات المشتركة، وتأكيدا على الشراكة الاستراتيجية بين القوات المسلحة المصرية والدول الصديقة، مما يبرز إمكانات وقدرات القوات البحرية المصرية في العمل والتنسيق مع البحريات العالمية، وفق البيان.
تهديدات مشتركة
الخبير العسكري المستشار بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، اللواء نصر سالم، أكد أن "كل التدريبات بلا شك تأتي لرفع الكفاءة العسكرية للجيوش، حيث تضيف خبرات ومعلومات جديدة وتنسيق تعاون للعمل معا، إذا ما اضطررنا لمواجهة تهديد أو عدو مشترك".
وحول التدريب مع السودان، قال الخبير العسكري، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية": "إن هناك ملفات وتهديدات مشتركة تدفعنا للتنسيق، أبرزها ملف سد النهضة والإرهاب والهجرة غير الشرعية، مما يزيد من أهمية التعاون".
وأوضح أن "قاعدة محمد نجيب، مجهزة بميادين تدريب تكتيكية وإلكترونية مخططة للتدريب على مواجهة أي تهديدات، كاختراق الحدود أو مواجهة الإرهابيين".
كما شدد على أهمية التدريبات مع اليونان وقبرص، "جراء وجود مسارح عمليات ومجالات حيوية مشتركة كحقول الغاز وغيرها من الأهداف الحيوية، وبالتالي التدريب معها مهم لتنسيق التعاون وتوحيد المفاهيم لمواجهة أي عدو مشترك".
وأشار سالم إلى أن التدريبات العابرة "تأتي لتعظيم الاستفادة من رحلات الفرقاطات العسكرية، التي تمر بهدف تبادل الخبرات وصقل المهارات".