مع انتهاء عمليات الاقتراع في الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، أعلنت وزارة الداخلية العراقية نجاح خطة تأمين الانتخابات، حيث لم تسجل أية حوادث أو خروقات أمنية جديرة بالذكر، خلال اليوم الانتخابي العراقي الطويل، بحسب الجهات الرسمية العراقية المشرفة على سير وضمان أمن وحماية العملية الانتخابية.
وينظر المراقبون والخبراء الأمنيون إلى هذه الأجواء الصافية بمثابة مؤشر على نجاح الخطة الأمنية التي وضعتها الحكومة العراقية، لضمان نزاهة عمليات الاقتراع وحمايتها من التهديدات المختلفة.
مناخ آمن وسلس
ويشير المتابعون إلى وجود خطة أمنية محكمة، لضبط العملية وتأمين مناخ انتخابي آمن وسلس، دون إجراءات استثنائية، حيث لم يتم فرض حظر التجوال ولأول مرة خلال الدورات الانتخابية العراقية.
وفي إطار الخطة الأمنية الانتخابية، قامت طائرات الجيش العراقي والقوات الجوية بحماية الأجواء، وبنقل صناديق الاقتراع بعد إقفالها، بغية تأمينها.
أجواء مغايرة
وللوقوف على تفاصيل الخطط والإجراءات الأمنية التي واكبت عمليات الاقتراع، يقول العميد غالب العطية، المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا للانتخابات العراقية، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إن "هذه الانتخابات مغايرة لكافة الانتخابات السابقة، عبر سلسلة من الاختلافات متجسدة في جملة نقاط جوهرية ومهمة، جعلتها قريبة جدا من المعايير الدولية بل وحتى مطابقة لها.
وأضاف المتحدث أنه لا يوجد حظر تجوال، فيما حركة المواطنين انسيابية، "وقد توجهوا منذ الصباح الباكر لممارسة حقهم الانتخابي، أضف إلى ذلك نظام الدوائر الانتخابية الحديث والقانون الجديد للانتخابات، فضلا عن إجراءات منع التزوير والعقوبات الرادعة بحق المزورين والمخالفين".
وأردف المسؤول العراقي "القوات الأمنية انتشرت منذ ساعات الفجر الأولى، حول مختلف المراكز الانتخابية في البلاد، البالغ عددها 8273 مركزا، وبحضور المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، عبر تنسيق عال وكامل معها".
فضلا عن أن الحضور الكثيف للمراقبين الدوليين أضفى طابعا دوليا على الانتخابات العراقية، كما يرى العطية، قائلا :"والموفدين من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومختلف السفارات هنا، حيث تم تخصيص حمايات لهم لتأمينهم أثناء تنقلهم، وتمكينهم من أداء مهامهم بكل سلاسة، وقد قمت شخصيا بجولة ميدانية للعديد من المراكز، حيث كان المراقبون الدوليون حاضرين في مختلفها، وهم يؤدون عملهم بكل حرية ويسر، وقد لاحظت عليهم وهم يخرجون من تلك المراكز أن علامات الرضا بادية على وجوههم، بانتظار اصدار تقاريرهم الرسمية بعد انتهاء العملية الانتخابية".
حوادث عرضية
وعن العراقيل التي تعترضهم، يقول المسؤول الأمني العراقي، "حدثت طبعا بعض الهفوات البسيطة والحوادث العرضية القليلة، كما وقع في محافظة ديالى عندما قتل جندي عن طريق الخطأ بسلاح زميله، فضلا عن بعض الأعطال في الأجهزة الإلكترونية الانتخابية وتوقفها عن العمل، حيث قامت فرق الصيانة ومفارزها بإصلاحها واعادتها للعمل".
وتابع "رغم حرارة الجو في بعض المناطق كبغداد، توافد المواطنون على المراكز الانتخابية خاصة، وأننا قدمنا تسهيلات لهم، كالسماح بركن عرباتهم وسياراتهم بالقرب من مراكز الانتخاب".
وقال المسؤول "قدمنا تسهيلات عبر المعاملة الخاصة لكبار السن وأصحاب الهمم، لتسهيل عمليات تصويتهم"، "أجرينا استبيانا قبل 72 ساعة، من بدء الاقتراع عبر الشرطة المجتمعية بين المواطنين، أظهرت نتائجه أن نسبة من سيشاركون منهم في الاقتراع، بلغت 68 في المئة، وهذا مؤشر جيد جدا، وهي أعلى نسبة مشاركة، ستسجل خلال أي انتخابات عراقية، في حال تحققت".
ويرى المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، أن "الأهم هو نزاهة العملية الانتخابية في جوانبها الفنية والتقنية، وتغطيتها الأمنية الناجحة، حيث المواطنون أبدوا رضاهم عن كل ذلك، وهذا محط فخر لنا كلجنة أمنية عليا".
جهد كبير
وشارك في تأمين العملية الانتخابية وحمايتها ما يقارب من 300 ألف عنصر من الجيش والشرطة والمؤسسات الأمنية والقوى الجوية، والدفاع المدني وطيران الجيش، الذي قام بتأمين سماء العملية الانتخابية، عبر دوريات وطلعات جوية منتظمة ومن مختلف القوى الجوية، خاصة في المناطق النائية لرصد تحركات الإرهابيين مثلا، وهذا نجاح مهم لإدارة العملية الأمنية الانتخابية، كما يكشف العميد غالب العطية في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية".
وقال إن اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، التي تشكلت قبل أشهر طويلة، وهي في عمل دؤوب ومحموم تحضيرا لهذا اليوم الكبير في عموم العراق، ومن ضمنه إقليم كردستان العراق، عبر التنسيق الكامل مع حكومة الإقليم ومؤسساته العسكرية والأمنية، فطيلة نحو 12 شهرا ونحن نجهز ونحضر لتأمين 12 ساعة من التصويت".