رغم أن الانتخابات العراقية لم تبدأ بعد سوى بـ"التصويت الخاص"، فإن حملات "الحرب النفسية" بدأت بالفعل بين المرشحين، الذي ينشرون أنباء عن حصولهم على نسب مرتفعة من أصوات قوات الأمن والنازحين والسجناء.
والجمعة أدلى أفراد الأمن والنازحون والسجناء في أنحاء البلاد بأصواتهم، قبل التصويت العادي لباقي العراقيين المقرر الأحد.
لكن حتى قبل بدء التصويت العادي، استهل المرشحون حملات التراشق بنشر أنباء الفوز والحصول على نسب مرتفعة ضمن التصويت الخاص، رغم قرار الصمت الانتخابي الساري السبت.
وتداول المرشحون عبر القنوات التلفزيونية والمواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي، أنباء عن حصولهم على أعلى الأصوات في الدوائر التي رشحوا عنها، وهو ما اعتبره مراقبون ضمن "استباق النتائج العامة"، ويندرج ضمن "الدعاية الانتخابية غير المستندة إلى دليل واقعي".
ويرى الصحفي أنس محمد أن "الكثير من المرشحين يلجأون إلى تلك الأساليب لزيادة رصيدهم خلال الانتخابات العامة، لذلك يتحدثون عن حصولهم على أصوات كثيرة خلال الاقتراع الخاص، وهذا لا يصب في صالح العملية الانتخابية لأنه يؤثر على مزاج الناخب وخياراته".
وأضاف محمد لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الكتل السياسية لن تلتزم كثيرا بقوانين المفوضية، وسنشهد خروقا للصمت الانتخابي عبر استمرار الدعايات الانتخابية والترويج الحزبي، خاصة أن الكثير من تلك الدعايات مبثوثة على صفحات التواصل وفي الميدان".
ولفت إلى "ضرورة تفعيل فرق المراقبة والرصد لإنهاء أي تجاوز قد يحصل، وفرض العقوبات الصارمة بحق مرتكبيه".
ويحق لـ24 مليون عراقي، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، من أصل نحو 40 مليون نسمة، وفق إحصاءات رسمية.
وبدأ الصمت الانتخابي في العراق الساعة السادسة من صباح السبت بالتوقيت المحلي، في اليوم التالي للتصويت الخاص.
وأغلقت مفوضية الانتخابات أبواب المحطات الانتخابية في الساعة السادسة من مساء الجمعة، بنسبة مشاركة بلغت 69 بالمئة، وسط إشادة سياسية وشعبية بالتنظيم بسبب عدم تسجيل أي خروقات في التصويت الخاص.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للانتخابات نبراس أبو سودة، إن "الصمت الانتخابي يعني عدم ممارسة الدعاية الانتخابية من قبل المرشحين قبل 24 ساعة من الاقتراع.
وأضافت لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "المفوضية ستتخذ كل الإجراءات ضد كل من يخرق تلك الأنظمة ويتجاوز موعد الصمت".
ولفتت إلى أن "الصمت الانتخابي هو نظام عالمي، يُعتمد لعدم التأثير على خيارات الناخبين وميولهم الشخصية، ويحقق الانتخابات النزيهة".