احتشدت جهات دولية وحقوقية في توجيه النقد الحاد للحكومة الليبية بشأن مقتل مهاجر غير نظامي، خلال حملة أمنية لمداهمة أوكار المخدرات والمهاجرين بضاحية قرقارش غربي البلاد، وآخرها وزارة الخارجية الأمريكية التي طالبت بالتحقيق في الأحداث.
ووفق حديث خبراء في الشأن الليبي لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن التسهيلات التي وفرَّتها حكومة فايز السراج السابقة، والميليشيات الإخوانية للمهاجرين غير النظاميين في التسلل من الحدود الجنوبية، ثم احتجازهم واستغلالهم في القتال والمخدرات وغيرها من جرائم، ستشعل النيران في وجه ليبيا، وقد تعرضها لمحاكمة دولية ومطالب بتعويضات.
ويوم الاثنين، طالبت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا بالتحقيق في أحداث "قرقارش"، وفق ما نشرته في حسابها على "تويتر".
وشنت وزارة الداخلية، الجمعة، حملة للتفتيش عن أوكار المخدرات والهجرة غير الشرعية في المنطقة، وسقط خلال المداهمات قتيل من المهاجرين غير الشرعيين.
حملة مثيرة للجدل
وقال رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة على تويتر "نفذ أبطال وزارة الداخلية فجر اليوم، عملية أمنية مخططة، للقضاء على أكبر أوكار صناعة وترويج المخدرات بمنطقة قرقارش".
غير أن بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا سارعت إلى توجيه النقد إلى وزارة الداخلية، ودعت إلى "احترام حقوق الإنسان وحفظ كرامة جميع الناس بمن فيهم المهاجرين واللاجئين في جميع الأوقات".
كما اتهمت الوزارة باستخدام "القوة المميتة والمفرطة" و"انتهكت القانون الوطني والدولي".
وفي وقت سابق، أصدرت منظمة "أطباء بلا حدود"، بيانا، انتقدت فيه اكتظاظ مراكز احتجاز المهاجرين، قائلة إن أربعة أشخاص يتشاركون مترا مربعا واحدا في بعض الأماكن، وهو ما يجبرهم على التناوب في النوم والاستلقاء، فضلا عن الانتهاكات التي يتعرضون لها على أيدي المليشيات المسيطرة على المراكز.
وبحسب مفوضية اللاجئين، فقد سُجل لديها 42.458 لاجئ وطالب لجوء في ليبيا، فيما تقول الأمم المتحدة إنه يوجد أكثر من 669 ألف مهاجر.
إحراج ليبيا
ووفق المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري، فإن حالات قتل تقع بين المهاجرين نتيجة التعذيب ونقص الخدمات على يد المليشيات غربي البلاد.
وانتقد أحمد حمزة، رئيس اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان، تركيز الدول الأجنبية في تعاونها مع ليبيا على ما يخص صد المهاجرين عن العبور من ليبيا إلى سواحل أوروبا، دون الاهتمام بمخاطر بقائهم في بلاده.
وطالب بدعم قوات حرس الحدود على الحدود الجنوبية؛ حيث تعتبر المنبع الذي يأتي منه المهاجرون من عمق إفريقيا مستغلين ضعف الحالة الأمنية.
وحذر من أن استمرار تدفق المهاجرين من الجنوب وبقائهم قد يجر ليبيا إلى محاكمات دولية ومنح تعويضات لأهالي الضحايا.