في أول تجربة من نوعها، كشفت نتائج استطلاع رأي أجراه مركز دراسات عراقي لآلاف المُستطلعين العراقيين من مختلف مناطق العراق، بشأن خياراتهم في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في العاشر من أكتوبر الجاري.
وأظهرت نتائج الاستطلاع إن 3 تيارات سياسية عراقية ستحقق المراكز الأولى في المناطق العراقية الثلاث الرئيسية، هي قائمة "سائرون" (التيار الصدري) في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية من العراق، فيما سيحرز "تحالف تقدم" الذي يقوده رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي نتائج بارزة في المحافظات الوسطى والغربية، وسيكون للحزب الديمقراطي الكردستاني الصدارة في إقليم كردستان العراق.
استطلاع الرأي، الذي نفذه مركز البيان للدراسات والتخطيط، ونُشرت نتائجه قبل 6 أيام فقط من موعد إجراء الانتخابات العراقية بعد أيام قليلة، وحصلت سكاي نيوز عربية على نسخة منه، وشمل 3026 مواطن عراقي، من مختلف المحافظات والحساسيات حسب النسبة المئوية لكل محافظة، أنما تم إجراءه عبر المحادثات الهاتفية، التي تتقصد عدم كشف هوية المُستطلعين، معتمداً على المنهجية التقليدية التي تستخدمها مؤسسة غالوب للاستطلاعات.
أبرز النتائج المثيرة التي كشفها الاستطلاع، قالت إن قُرابة ثلثي الناخبين العراقيين لن يصوتوا لنفس الجهات والقوائم والأحزاب والشخصيات الذين انتخبوهم خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2018، الأمر الذي يعني أن التصويت العِقابي سيكون أهم فاعل في السلوك الانتخابي للمواطنين العراقيين.
وفي التفاصيل فإن ذلك السلوك يتراوح بين محافظة وأخرى، ففي حين تتجاوز في محافظة البصرة نسبة 90 %، وتُقدر في محافظة أخرى هي السليمانية بحوالي 25 %، الأمر الذي أعاده المراقبون إلى دور الخدمات المحلية في السلوك الانتخابي للعراقيين.
تفصيلاً، وعلى المستوى الوطني العمومي، وحسب نتائج الاستطلاع المُنفذ، فإن قرابة 15 % من المصوتين سوف يمنحون أصواتهم لقائمة "سائرون"، فيما سيحل ائتلاف دولة القانون المرتبة الثانية بنسبة تقارب 12 %، ثم سيحل ائتلاف قوى الدولة وائتلاف فتح في المركزين الثالث والرابع على التتالي في المستوى الوطني.
أبرز الدلالات
تعليقاً على هذه النتائج التي على المستوى الوطني، شرح الكاتب والباحث العراقي شفان رسول في حديث مع سكاي نيوز عربية أبرز دلالاتها "هذه النتائج على المستوى الوطني تعني أولاً التراجع الكبير في نسبة المصوتين للتيارات السياسية الراعية لفصائل الحشد الشعبي، التي كان يُمثلها ائتلاف الفتح، وهو أكبر دليل على مستويات النقمة على سلوكيات وأدوار هذه الفصائل، خصوصاً في مواجهة انتفاضة أكتوبر التي حدثت في أواخر العام 2019".
يضيف رسول في حديثه مع سكاي نيوز "الأمر الآخر يدل على تراجع حضور تحالف النصر الذي كان يقوده رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي بشكل كبير. حيث لم يستطع العبادي خلال السنوات الثلاثة الماضية التصرف كزعيم لكتلة برلمانية موحدة، كانت توعد الناخبين خلال الانتخابات السابقة إنها تملك مشروعاً اصلاحياً ضمن النُخبة الحاكمة، لذلك سيتم (عقاب) تلك القائمة".
أما على المستوى المناطقي، حيث تختلف القوى السياسية العراقية من حيث نفوذها وحضورها السياسي، وعادة ما يتكون الائتلاف الحاكم من الكُتل الثلاث الرئيسية في المناطق الأساسية من العراق، الشمال والوسط والجنوب. فـالحزب الديمقراطي الكردستاني سيحصل على أغلبية المقاعد في إقليم كردستان العراقي، مستفيداً من الخلافات الداخلية في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب المنافس.
وسيحرز "تحالف تقدم" الذي يتزعمه رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي مقاعد برلمانية في المحافظات الوسطى والغربية أكثر من تحالفات منافسة، مثل تحالف عزم وحزب للعراق متحدون، حسب نتائج الاستطلاع. فيما سيكون التيار الصدري ذو المرتبة الأولى في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، محرزاً قرابة 50 مقعداً برلمانياً.
حسب هذه النتائج، فأن القوى الثلاث الرئيسية هذه، أنما ستكون الأقرب إلى التآلف داخل قبة البرلمان، وتشكيل الكُتلة البرلمانية الأكبر، وتالياً تشكيل الحكومة ورئاسة الجمهورية والبرلمان، حسب تعليقات المراقبين على هذه النتائج.