لا يمرّ يوم الا وتتصدر أخبار وسائل الإعلام المحلية في لبنان فاجعة خلّفها حادث سير مروع على الطرق اللّبنانية.
الظاهرة القديمة الحديثة تنامت بكثرة خلال العامين الماضيين لأسباب عديدة معظمها يتعلق بالأزمات التي عصفت ولا زالت في البلاد، وتعلن غرفة التحكم المروري في لبنان على حسابها عبر "تويتر"، يوميا عن أخبار موجعة فيها سقوط قتلى وجرحى في حوادث السير على مدار الساعة وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع ناهيك عن الفوضى العارمة في سير الدراجات النارية، ومعظمها مخالف لشروط السلامة وغير مسجلة في دوائر المرور، ولا يخضع سائقوها بمعظمهم لقوانين السير المرعية الإجراء.
حوادث السير أولوية
في هذه الصدد كشف وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن موضوع الحد من حوادث السير في لبنان من أولوياته، وقال "منذ استلامي مهمة الداخلية سارعت الى عقد سلسلة اجتماعات حول هذا الملف لا سيما ملف إنارة الطرق في لبنان بدءاً من العاصمة بيروت".
أضاف المولوي "سأعقد اليوم السبت اجتماعات متتالية استكمالية مع كل من المدير العام لهيئة إدارة السير والآليات والمركبات ورئيس مصلحة الهيئة لبحث أمور تتعلق بالإسراع في حل ملف إنارة الطرق بأسرع ما يمكن وإعادة درس ملف رخص السوق في لبنان".
وأردف "اجتمعت خلال الاسبوع الماضي مع محافظ مدينة بيروت والمجلس البلدي للإطلاع على إمكانات البلدية وقدراتها في هذا الصدد، وإذا تعذر الأمر سوف نلجأ لإنارة الطرق بواسطة الطاقة الشمسية وبالسرعة الممكنة".
وقال "لا بد من تفعيل تطبيق قانون استصدار رخص السوق وعدم اصدار أية رخصة من دون امتحان، ومراقبة آلية العمل".
وأكد أن العمل في مكتب الوزارة قائم ليل نهار لحل جميع المشاكل العالقة وأبرزها الحد من حوادث السير التي تحصد العديد من أرواح الأبرياء في لبنان وتطبيق مفهوم السلامة المرورية بشكل جدي".
الـ"يازا": الوضع مأساوي والصيانة متعذرة
من جهته وصف زياد عقل، رئيس جمعية "اليازا" التي تعنى بشؤون السير في لبنان والعالم، الوضع بـ"المأساوي"، وقال ارتفاع سعر الدولار أضعف القدرة الشرائية للمواطن اللبناني بشكل لافت وبالتالي أصبح يعاني من صعوبات مالية في تأمين شروط المتانة والسلامة في التنقل على الطرق، مثل صيانة المركبات وتبديل الإطارات وصيانة الفرامل وتغيير مساحات الزجاج وغيرها، وعلى المواطن أن يقوم بها الزامياً على الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة".
وقال عقل إنه من الصعب إحصاء عدد حوادث السيارات في بلد مثل لبنان، الذي "يعيش مثل هذه الظروف التي يمكن وصفها بأنها كارثية".
ودعا عقل وزارة الأشغال العامة والنقل الى ضرورة صيانة الطرق وعودة الإشارات المرورية للعمل بعد توقفها وبعد التزام المواطن بها وطالب بزيادة عديد قوى الأمن الداخلي خصوصاً عند التقاطعات.
ووجهت اليازا نداء للمواطن تضمن التقيد بالإرشادات التي كانت تطلقها سابقاً خصوصاً خلال مطلع فصل الأمطار.