تشهد العاصمة الإيطالية روما الجمعة حفل التسليم والتسلم لقيادة عملية إيريني الأوروبية المعنية بتنفيذ قرار حظر الأسلحة على ليبيا حيث تنتقل القيادة من الأدميرال فابيو أغوستيني إلى الأدميرال ستيفانو تورتكيتو.
وبحسب وسائل إعلام إيطالية فأن المراسم سوف تشهد حضور العديد من القادة الأوروبيين بينهم رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي الجنرال كلاوديو غراتسيانو ورئيس أركان الدفاع الجنرال إنزو فيتشياريلي والجنرال لوتشيانو بورتولانو قائد القيادة العملياتية المشتركة.
وأمد الصحفي الإيطالي حمزة بوكليني سكاي نيوز عربية بمعلومات عن قائد العملية الجديد وقال إنه كان في (2018-2019) قائد عملية صوفيا وهي الالتزام الأوروبي الذي سبق عملية إيريني والتي انطلقت في عام 2015 ثم ضعفت بشكل تدريجي على خلفية بعد الخلافات بين الأعضاء بشأن قضية الهجرة، كما أنه تولى أيضا قيادة الأكاديمية البحرية في إيطاليا فضلا عن قيادته للسفينة المدمرة الإيطالية أندريا دوريا.
ماذا حققت إيريني؟
من جهته، أكد عضو مجلس النواب الليبي مفتاح الكرتيحي، في تصريحات لسكاي نيوز عربية، أن هذه العملية فاشلة بامتياز ولم تكن على المستوى المطلوب الذي يتوافق مع الأموال المدفوعة لها، والحجم القرارات المتخذة بشأنها من جانب الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أنها خدمت مصالح الاتحاد بالدرجة الأولى.
وشدد البرلماني الليبي، على أنه منذ انطلاق العملية في مايو 2020 وحتى مايو الماضي لم يلاحظ الشعب الليبي على أرض الواقع أي منع لكميات الأسلحة المتدفقة إلى أراضيه، بل لاحظ الجميع تدفق كميات كبيرة من الأسلحة إلى قاعدة الجفرة ومطار معيتيقة، وكذا العدد الهائل من المرتزقة الذي تدفق إلى كل أنحاء البلاد.
وجدد تأكيده على أن هذه البحرية لم تأتي بنتائجها التي كان يرجوها الشعب الليبي، وتدفقت الأسلحة على مرأى ومسمع من العالم ككل، والليبيين كانوا يشاهدون هذه الأسلحة في كل أنحاء البلاد، موضحًا أنها مشابهة لعملية صوفيا التي سبقتها في البحر المتوسط.
وأضاف: "لم نلاحظ أي هدوء في المنطقة الليبية من تاريخ العملية الأولى أو الثانية، أو تحسن بشأن الهجرة غير الشرعية والأعداد الهائلة التي يتم إرسالها من الشواطئ الليبية إلى نظيرتها في أوروبا".
وتوافق الكاتب الصحفي فوزي الحداد، في الرأي بأن هذه العملية فشلت فشلًا ذريعًا في أداء مهمتها المعلن عنها، ودليل هذا أمام العالم بعدما تدفق السلاح مناطق كثيرة في ليبيا فمطار طرابلس وميناء مصراتة وغيرها من الموانئ في غرب ليبيا كلها كانت مفتوحة أمام التسلح.
وذكر الحداد في تصريح لسكاي نيوز عربية، أن الاتحاد الأوروبي وعملية إيريني التابعة له فشلا في منع تقديم السلاح داخل ليبيا.
وقال الكاتب الصحفي الليبي، إن الشيء الوحيد الذي نجحت فيه تلك العملية هو حماية أوروبا من تدفق المهاجرين غير الشرعيين المنطلقين من سواحل ليبيا وإن كان هذا النجاح ليس بالقدر المأمول أيضًا، منوهًا إلى أنه يتابع العملية عن كثب منذ إطلاقها مايو 2020 وتلاقي انتقادات من الأوروبيين أنفسهم لرؤيتهم أنه لا جدوى من بقائها في الوقت الراهن.
تاريخ العملية
وأطلق الاتحاد الأوروبي في مايو قبل الماضي عملية إيريني بهدف وقف تدفق السلاح على ليبيا ووقف عمليات الهجرة غير الشرعية في ليبيا.
وكان لإيطاليا الدور الأكبر في عمليات البحث والتفتيش والتصدي لأي عمليات غير شرعية في البحر المتوسط تهدف لدخول أسلحة إلى ليبيا أول تمرير قوارب تحمل مهاجرين إلى أوروبا.
وتعد العملية جزء من سياسة الأمن والدفاع المشتركة للاتحاد الأوروبي، وتسخر أوروبا معظم إمكانيتها من أصول بحرية وجوية وأقمار صناعية لتنفيذ أهدافها.
وشاركت إيريني بـ 596 وحدة عسكرية لتنفيذ أهدافها وراقبت أكثر من 3700 سفينة في وسط البحر المتوسط، فيما نفذت أكثر من 170 مقاربة ودية.