أثار تكليف المهندسة والجامعية نجلاء بودن بتشكيل الحكومة التونسية استحسان عدد كبير من التونسيين وخاصة التونسيات، باعتبارها أول امرأة تتولّى المنصب في تاريخ تونس والعالم العربي.
وكلف الرئيس التونسي قيس سعيد بودن بتشكيل الحكومة في أقرب الآجال. وقد شغلت بودن، البالغة من العمر 62 عاما، مناصب عدة داخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهي أيضا أستاذة تعليم عالي في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس مختصّة في علوم الجيولوجيا، كما شغلت لسنوات خطّة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ثم تمّ تعيينها مديرة عامة مكلفة بالجودة بوزارة التعليم العالي سنة 2011.
كما شغلت منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بالوزارة ذاتها، وكُلّفت بمهمة بديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن سنة 2015.
استحسان شعبي
وقالت وفاء الهمامي، وهي صحفية تونسية، إنها "سعيدة جدا بهذا التنصيب الذي نالته امرأة تونسية"، مشيرة إلى أن نجلاء بودن "هي ابنة الدولة الوطنية وكفاءة في مجالها وهو التعاون الدولي وتعيينها على رأس الحكومة يبرز المراتب التي وصلتها المرأة التونسية".
وأضافت: "ففي أوقات الخطر، المرأة تحسن حماية الوطن والدولة.. وتدابير النساء في الوضع الاستثنائي دائما ما تكون ناجحة، ولعل تعيين بودن يصلح ما أفسده الإخوان في تونس".
بدوره، قال المحامي ياسين عزازة إن اختيار سعيد لامرأة على رأس الحكومة يعد تاريخيا من الناحية السياسية "فهي أول امرأة في تاريخ تونس والعالم العربي تتولى رئاسة الحكومة، ويبدو من الانطباعات الأولى أنها سيدة كفأة من ناحية التكوين.. وهذا الاختيار يفتح الطريق أمام المرأة التونسية لمناصب عليا في الدولة بما فيها رئاسة الجمهورية".
من جهتها، قالت المواطنة سهام (44 عاما)، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن خبر تعيين امرأة لإدارة شؤون البلاد "أثلج صدرها لأن النساء في تونس بلغن درجة من الاجتهاد والجدية مما يؤهلها لإدارة البلاد بكفاءة وهو خير رد على خطابات الإخوان الرجعية التي تحد من طموح النساء".
أما أمال (50 سنة)، فاعتبرت أن تعيين بودن دفعها للتفاؤل بمستقبل البلاد في انتظار حكومة ترضي التونسيين وتحل أزمات البلاد الاقتصادية والاجتماعية.
يشار إلى أن عددا من منظمات المجتمع المدني خاصة منها الناشطة في المجال النسوي عبرت عن تثمينها للخطوة التي اتخذها قيس سعيد لإعادة الاعتبار لنساء تونس وتقديم رسالة للداخل و الخارج على انتهاء مرحلة الرجعية وحضور النساء بالفعل في بناء الجمهورية الجديدة.
ورأت الناشطة الحقوقية يسرى فراوس والرئيسة السابقة لجمعية النساء الديمقراطيات في تعيين امراة رئسة للحكومة التونسية "حدثا مهم جدا للتونسيات جميعا وتكريما لنضالاتهن"، مؤكدة أنه مطلب طالما شددت عليه المنظمات النسوية ما بعد 2011.
وقالت إنه تعيين يأتي لكي يضع تونس مجددا على طريق البلدان التي تذهب باتجاه المساواة في الفضاء العام والتمكين السياسي للنساء وتبوئهن مواقع القرار والسلطة المتقدمة جدا.
واعتبرت أنه في "تحمل امراة مسؤولية جسيمة في وضع دقيق إشارة إيجابية مما يجعل الانتظارات كبيرة من السيدة رئيسة الحكومة".
من جهتها، عبرت رئيسة الاتحاد الوطني للمراة التونسية راضية الحداد عن عميق سعادتها بالخطوة التي اتخذها رئيس الجمهورية، مضيفة "أعتقد أن ذلك تتويج لنضالات التونسيات ومطالبهن بتمكين النساء من مواقع القرار والمناصب العليا ومن أن يشاركن في تسيير شؤون الوطن وهو اعتراف بقدرة المرأة التونسية على حسن الادارة وكفاءتها العالية وحسها الوطني العميق".
وذكرت راضية الحداد أن ذلك يعود إلى نضالات سنوات طويلة لنساء تونس منذ بعث الجمهورية التونسية ودورهن الكبير في التأسيس لأرضية قانونية تكرس المساواة التامة بين الجنسين والمواطنة الكاملة للنساء.