استكمل قرابة ثلاثة ملايين ونصف المليون تونسي تلقي جرعات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، في وقت أكدت مصادر من وزارة الصحة أن تونس بدأت تتعافى تدريجيا من الوباء.
وشهدت تونس، التي فقدت حتى اليوم أكثر من 24 ألف شخص بسبب جائحة كورونا، تراجعا في أعداد الإصابات بمرض كوفيد-19 في الآونة الأخيرة وصلت إلى 10 بالمئة، وفق مصادر طبية.
وأكد عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا الدكتور رياض دغفوس، في تصريحات صحفية، أن ما يقرب من 50 بالمئة من التونسيين تلقوا على الأقل الجرعة الأولى من التطعيم، مما يسمح باقتراب تونس من المناعة الجماعية.
وأشار إلى استعداد السلطات الصحية في البلاد لتقديم جرعة ثالثة معززة من التطعيم لفائدة من تلقوا لقاحات غير معتمدة في أوروبا، وكذلك للعاملين في قطاع الصحة وكبار السن وحاملي الأمراض المزمنة، وهم الفئات التي تتراجع مناعتها بسرعة.
يذكر أن تونس كانت قد رفعت منذ أيام حظر التجول الذي فرضته منذ أشهر بعد تحسن الوضع الوبائي، وسمحت بعودة الاحتفالات العامة والخاصة بشرط الحصول على التطعيم كاملا، كما يتم الإعداد لقانون يمنع غير المطعمين من دخول الأماكن العامة.
من جهتها، قالت أستاذة الأمراض الجرثومية الدكتورة حنان تيويري، في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، إن "الوضع الوبائي تحسن في تونس وفق كل المؤشرات، ومنها تراجع الحالات الخطرة وعدد المقيمين في غرف الإنعاش، ولكن الخطر لا يزال قائما".
وأشارت إلى أن الأطباء "يشعرون بالقلق تجاه عزوف بعض الأشخاص عن تلقي التطعيم، خاصة الفئة العمرية فوق أربعين سنة"، مؤكدة أن "رفع إجراءات الحظر كان مربوطا بشرط الحصول على التطعيم بجرعتين ومواصلة الالتزام بإجراءات الوقاية من الفيروس في الفضاءات المغلقة".
وأضافت أنه "لا يمكن استرجاع نسق الحياة العادية من دون الالتزام بهذه الشروط، خاصة وأن الخطر العالمي لكورونا لا يزال قائما، والموجة لم تنته في تونس بعد، بل انخفض مستواها ولا يمكن أن تنفرج الأزمة الصحية بسبب كورونا إلا بتطعيم أغلبية السكان، وهو ما تعمل عليه الدولة التي جندت كل هياكلها لتطعيم التونسيين".
وأفاد أخصائي علم الأدوية الدكتور كريم العوام، في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في تونس تراجع إلى أقل من 100 حالة بين 100 ألف ساكن، بسبب السرعة في تقديم التطعيمات للمواطنين.
ونوه إلى أن تونس تتجه إلى تمكين المواطنين من جرعة ثالثة من التطعيم، خاصة بعد أن أكدت الدراسات العلمية بأنه بعد ستة أشهر من الجرعة الثانية من اللقاح تتراجع فاعلية التطعيم، لا سيما مع متحور دلتا الهندي.
وأوضح أن تونس ستمنح الجرعة الثالثة في مرحلة أولى لفائدة حاملي الأمراض المزمنة والمتقدمين في السن والطواقم الطبية، لأنهم الأكثر عرضة للفيروس.