احتشد في شرق السودان، السبت، آلاف المناوئين لتحركات محمد الأمين ترك زعيم قبيلة البجا؛ إحدى المكونات السكانية في المنطقة؛ مطالبين بوقف تحركاته المهددة للأمن القومي، وسط جدل كبير حول مسؤولية حفظ الأمن في المنطقة.
وشهدت الساعات الماضية تصعيدا خطيرا من مجموعة ترك، حيث أغلقت خط أنابيب وارد المنتجات البتروليه الرابط بين ميناء بورتسودان الرئيسي ومدن السودان الأخرى، في ظل مخاوف كبيرة من أزمة مواد بترولية وشيكة.
ومنذ الأسبوع الماضي، تنفذ مجموعة ترك - وهو عضو في حزب المؤتمر الوطني (الجناح السياسي لتنظيم الإخوان) المحلول، عمليات إغلاق واسعة في شرق السودان شملت إغلاق مطار بورتسودان والميناء الرئيسي في المدينة، مما أعاق تدفق الصادرات والواردات وتسبب في خسائر كبيرة لخزينة الدولة وللتجار والمستوردين.
وتأتي تلك التحركات احتجاجا على ما تصفه مجموعة ترك بتهميشها في مفاوضات السلام السودانية، التي أسفرت عن توقيع اتفاق في أكتوبر 2020 وشاركت فيه مجموعة من شرق السودان، ترفض مجموعة ترك تفويضها.
وفي تصعيد مضاد، أظهرت صور ومقاطع فيديو حشودا ضخمة نظمتها مجموعة من قبائل الشرق الأخرى، منددة بقطع مجموعة ترك الطرق وإمدادات البترول. ونظمت تلك الحشود في مدينة كسلا الواقعة على بعد اقل من 500 كيلومترا من مدينة بورتسودان.
ورفع ترك، الجمعة، سقف مطالبه لتشمل إلغاء الوثيقة الدستورية وحل الحكومة ولجنة التمكين، بعد أن كانت محصورة في مطالب محلية تتعلق بالخلافات حول ممثلي المنطقة في اتفاق السلام الموقع في أكتوبر الماضي.
ويتهم سياسيون القوات الأمنية بالتراخي في حسم الفوضى الأمنية. وفيما قال عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للجيش السوداني، إن ما يحدث في الشرق أزمة سياسية، أكد عضوان في مجلس السيادة أن الأمن هو مسؤولية القوات الأمنية بحسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية، التي انخرط فيها السودان في أعقاب الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير في أبريل 2019.
وأكد مصدر أمني لموقع "سكاي نيوز عربية" زيادة رقعة الإغلاقات في مدينة بورتسودان والمدن الأخرى في شرق البلاد ودخول مجموعة من أنصار ترك لمطار المدينة وأمر الموظفين بوقف عمليات المطار.
وأشار المصدر إلى أن القوات الأمنية لم تتلق أي أوامر بالتدخل؛ وهو ما أكده عضو اللجنة الإعلامية لمؤتمر البجا، الذي أوضح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن مجموعتهم لم تلاحظ أي تدخل من القوات الأمنية.
وتتهم فعاليات سياسية ولجان مقاومة رئيسية مجموعة من عناصر نظام الإخوان الذي كان يقوده البشير، باستغلال الهشاشة الاجتماعية في شرق السودان والوقوف وراء التصعيد الحالي في المنطقة.