توفي الرئيس الجزائري المؤقت السابق، عبد القادر بن صالح، عن عمر ناهز 79 عاما، وذلك حسب ما أعلن عنه بيان رئاسة الجمهورية، يوم الأربعاء.

وأعلنت الجزائر تنكيس العلم الوطني لمدة 3 أيام ابتداء من يوم الأربعاء، فيما سيتم تشييع الجثمان، يوم الخميس، بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة.

ويعد بن صالح ثالث رئيس مؤقت حكم الجزائر من 2 أبريل 2019 إلى 19ديسمبر 2019، وهي فترة وصفت بالعصيبة في تاريخ الجزائر.

وولى بن صالح مقاليد الحكم، في تلك الفترة تطبيقا لمواد الدستور الذي ينص على تكليف رئيس مجلس الأمة (غرفة البرلمان الأولى) بإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية بعد تقديم الرئيس لاستقالته أو وفاته.

مواجهة الإعصار السياسي

ووجد بن صالح نفسه في مواجهة مباشرة مع الحراك الشعبي بعد تقديم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة لاستقالته في 2 أبريل 2019 تحت ضغط الشارع.

وتقول الطبقة السياسية إنها تكن الكثير من التقدير والاحترام للراحل، كما وصفه رئيس المنتدى الوطني للتغيير، عبد الرحمان عرعار قائلا "بن صالح إنسان فاضل ورجل دولة لم يتلطخ بالفساد أو في قضايا تمس بصورة الجزائر في الخارج".

وقال عرعار لموقع "سكاي نيوز عربية"، "لقد تعرفنا على الرجل بصفتنا فاعلين في المجتمع المدني مرتين عام 1997 وعام 2019 وهو إنسان محترم ومتواضع ومحب للجزائر، وقد لمسنا فيه نفس المبادئ الوطنية وصدق نواياه في الإصلاح".

وأشار عرعار الذي التقى بالراحل في إطار جلسات الحوار الوطني الذي اختارته الجزائر للخروج من المأزق السياسي الضيق بعد استقالة بوتفليقة.

وتجمع الطبقة الجزائرية على أن بن صالح عمل تحت ضغط رهيب من عدة جهات، وقد نجح في تلك الفترة في ضمان الانتقال الديمقراطي وتنظيم الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس الحالي، عبد المجيد تبون.

الصحافي الذي أصبح رئيساً للدولة

بدأ بن صالح مساره المهني عام 1967 صحافيا في جريدة الشعب، ثم عمل مراسلا ومدير مكتب الشرق الأوسط لمجلة المجاهد وجريدة الجمهورية 1968-1970، ثم تم انتخابه نائبا برلمانيا عن ولاية تلمسان في 3 ولايات متعاقبة ليبدأ مسارا سياسيا طويلا انتهى بتوليه لمقاليد الحكم بصفة مؤقتة.

ويعتبر بن صالح أحد الأعضاء البارزين ومؤسسا ورئيساً لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عام 1997، وفي عام 2002 اختاره الرئيس بوتفليقة ليكون ضمن الثلث الرئاسي في مجلس الأمة، ليصبح في السنة نفسها رئيسا للمجلس واستمر في المنصب لست ولايات.

أخبار ذات صلة

بين النعي والصمت.. هكذا ودع الجزائريون بوتفليقة

وحظي عبد القادر بن صالح، بتشريفات وأوسمة عديدة في الداخل والخارج. كما تم تشريفه من العديد من الدول حيث قلده رؤساؤها أوسمة الاستحقاق الوطني حسب النظام الدستوري؛ منها وسام جيش التحرير الوطني، ووسام الاستحقاق الوطني، والدكتوراه الفخرية بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة شونغ نام بكوريا الجنوبية.

ولد عبد القادر بن صالح، في 24 نوفمبر 1941، بفلاوسن في ولاية تلمسان، وتابع دراسته الابتدائية في عين يوسف التابعة حاليا لدائرة الرمشي. وفي سنة 1959 التحق بصفوف جيش التحرير الوطني، انطلاقا من المغرب، ولم يبلغ بعد سنة الثامنة عشر.