أوقفت السلطات السودانية صدور صحيفتي "الانتباهة" و"الصيحة" لمدة 3 أيام؛ لإثارتهما للكراهية والدعوة للعنف بعد نشرهما إعلانا يدعو لإغلاق الطرق القومية.
وقال بيان صادر عن المجلس القومي للصحافة والمطبوعات - جهاز تنظيمي حكومي - إن الصحيفتين نشرتا إعلانا؛ لجهة غير معروفة وغير مسجلة قانونا هي "التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان"؛ مما يعد مخالفة لبنود الوثيقة الدستورية التي تحكم البلاد حاليا؛ والتي تنص على أن" تلتزم كافة وسائل الإعلام بأخلاق المهنة وبعدم إثارة الكراهية الدينية أو العرقية أو العنصرية أو الثقافية أو الدعوة للعنف أو الحرب".
وتأتي هذه التطورات وسط جدل واسع عن محاولة بعض الصحف والمواقع الإخبارية السودانية دعم الخط الرامي لتقويض الفترة الانتقالية وعرقلة الانتقال المدني.
وتعتبر الخطوة جزءا من التداعيات الكبيرة المتعلقة بالأحداث، التي يشهدها شرق السودان حاليا والتي تشير أصابع الاتهام إلى ضلوع مجموعة من عناصر نظام الإخوان فيها بهدف ضرب الفترة الانتقالية التي يعيشها السودان حاليا في أعقاب الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير في أبريل 2019.
تصعيد وشروط مهينة
منذ الجمعة، يقول سكان محليون موالون لمحمد الأمين ترك زعيم قبيلة البجا؛ وهي إحدى المكونات السكانية في شرق السودان؛ إنهم نجحوا في إغلاق الميناء الرئيسي للبلاد ووضعوا متاريس في العديد من المدن والنقاط الواقعة على الطريق الرئيسي الذي تمر به صادرات وواردات البلاد؛ وسط مخاوف من حدوث فجوة كبيرة في السلع الرئيسية في ظل اعتماد الأسواق السودانية على الاستيراد لتغطية أكثر من 70 في المئة من احتياجاتها.
ورفض ترك - وهو عضو سابق في حزب المؤتمر الوطني (المظلة السياسية للإخوان)- التفاوض مع الحكومة المدنية، ووضع شروطا شملت إقالة الحكومة الانتقالية؛ وتشكيل مجلس عسكري وإلغاء اتفاق مسار الشرق في اتفاق السلام السوداني؛ وحل لجنة إزالة التمكين التي تخظى بشعبية جارفة في أوساط السودانيين والتي تنظر في العديد من ملفات الفساد.
ووصفت لجان المقاومة بشرق السودان التصعيد الأخير بـ"الابتزاز المهين"، الذي تقوم به عناصر النظام السابق لزعزعة الاستقرار وضرب النسيج الاجتماعي وتعطيل عمل لجنة إزالة التمكين خشية كشف ملفات الفساد الضخمة في الإقليم.
لوبي إعلامي إخواني
وينتاب الشارع السوداني قلق كبير من خطورة استمرار السيطرة الإخوانية على العديد من المؤسسات الإعلامية والصحفية.
وخلال الأعوام الثلاثين التي عاشها السودان في ظل حكم مجموعة الإخوان؛ قدم النظام تسهيلات كبيرة للموالين له للسيطرة على المؤسسات الإعلامية، وهو ما أدى إلى بروز عدد كبير من الصحف والقنوات التلفزيونية الداعمة للخط الإخواني والتي لا زال بعضها يعمل حتى الآن داخل السودان وخارجه.