عقد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية دورته 149، اليوم الخميس، في مقر الأمانة العامة، برئاسة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير خارجية مملكة البحرين، رئيس الدورة الحالية للمجلس.
وأدان المجلس الوزاري التصعيد الذي تمارسه ميليشيا الحوثي التابعة لإيران في إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار باتجاه المملكة العربية السعودية، بما في ذلك الهجمات الإرهابية على مطار أبها، وعلى الأحياء السكنية في مدينة الدمام، مستهدفة المدنيين الآمنين والمنشآت المدنية، مما يعد انتهاكا صارخا للأعراف والقوانين الدولية.
وطالب المجلس المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ موقف حاسم تجاه ميلشيا الحوثي لوقف هذه الأعمال الإرهابية المتكررة، مؤكداً تأييد المجلس ودعمه لكافة الاجراءات والتدابير التي تتخذها المملكة العربية السعودية لحماية أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها.
من جهة أخرى، أشاد المجلس باستعدادات دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة معرض إكسبو 2020 دبي، والذي سيتم افتتاحه في الأول من أكتوبر 2021م، وتثمين مشاركة دول مجلس التعاون والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في هذا الحدث العالمي، ومشاركة الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز حوار الثقافات وإتاحة التواصل بينها.
كما أكد المجلس الوزاري على دعم استضافة دولة الإمارات للمؤتمر الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 28) للعام 2023.
فيما يخص القضية الفلسطينية، أكد المجلس الوزاري على المواقف الثابتة من القضية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، مدينا استمرار أعمال الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني باعتبارها خرقاً خطيراً للقانون الدولي وتهدد السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، ومطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم تجاه تلك الانتهاكات.
هذا وعبر المجلس الوزاري عن أمله بأن يكون للرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، دور إيجابي في العمل على ما من شأنه تخفيف حدة التوتر وبناء الثقة بين مجلس التعاون وإيران، وذلك وفقاً للأسس التي سبق أن أقرها المجلس وتم إبلاغ الجانب الإيراني بها، مؤكدا استعداد دول المجلس للتعاون والتعامل بشكل جدي وفعال مع الملف النووي الإيراني بما يسهم في تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة.
بشأن سد النهضة، أكد المجلس الوزاري على أن الأمن المائي لجمهورية السودان وجمهورية مصر العربية هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، ورفض أي عمل أو إجراء يمس بحقوقهما في مياه النيل. كما أكد دعم ومساندة دول مجلس التعاون لكافة المساعي التي من شأنها أن تسهم في حل ملف سد النهضة بما يراعي مصالح كافة الأطراف، وأهمية استمرار المفاوضات للوصول إلى اتفاق عادل وملزم، وفق القوانين والمعايير الدولية، في أقرب وقت ممكن.
في تونس، أكد المجلس الوزاري على وقوف المجلس مع الجمهورية التونسية وكل ما من شأنه أن يدعم أمنها واستقرارها، والتأكيد على الثقة في قيادتها لتجاوز الظروف التي تشهدها تونس وبما يحقق العيش الكريم لشعبها الشقيق وازدهاره، داعياً المجتمع الدولي إلى الوقوف بجانب تونس لمواجهة التحديات الاقتصادية والصحية.
كما عبر المجلس عن تضامن مجلس التعاون الثابت مع الشعب اللبناني الشقيق لتحقيق كل ما من شأنه أن يحفظ للبنان أمنه واستقراره، في ظل الظروف الاستثنائية الصعبة التي يمر بها، ودعا السياسيين اللبنانيين إلى تحمل المسؤولية التاريخية لتحقيق مطالب الشعب اللبناني في استعادة الأمن والاستقرار والتنمية في لبنان، والتعاون مع المنظمات الدولية في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة.
وتطرق المجلس للتطورات في أفغانستان، حيث تمت الإشادة بجهود دول المجلس في دعمها لعملية السلام في أفغانستان والدور المحوري لعدد منها في تسهيل عمليات الإجلاء بالتنسيق مع الدول المعنية والأطراف الفاعلة في أفغانستان وتقديم المساعدات الإنسانية وتسهيل عمليات الإغاثة، كما أشاد بمساهمة دولة قطر في إعادة تشغيل مطار كابل.
وأكد المجلس الوزاري على وقوف مجلس التعاون إلى جانب الشعب الأفغاني، ودعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في تقديم الدعم الإنساني لأفغانستان.
وشدد المجلس الوزاري على أن يكون حل الأزمة بيد الشعب الأفغاني، ودعا كافة الدول إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية.