استقبلت المدارس في تونس 2.3 مليون تلميذ، الأربعاء، حيث عادت الحياة المدرسية إلى طبيعتها، بعد عامين من الاضطراب بسبب انتشار فيروس كورونا في البلاد.
وتنطلق هذه السنة الفصول الدراسية في موعدها الرسمي مع اعتماد النظام الحضوري وإنهاء العمل بنظام الأفواج الذي اعتمد في السنتين الماضيتين، لتخفيف عدد التلاميذ في قاعات الدراسة.
وقد اتخذت وزارة التربية قرار العودة إلى الرزنامة العادية للدروس بعد أن تمكنت تونس من تطعيم أكثر من نصف المدرسين والإطار التربوي وعددا كبيرا من التلاميذ الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 15 عاما، كما تعتزم السلطات الصحية استكمال تطعيم باقي التلاميذ فوق سن 12 سنة.
وقال عضو الحملة الوطنية للتطعيم ضدّ فيروس كورونا، معز الشريف، إن نسب التطعيم التي تحققت إلى حد الآن في البلاد تمكن من توفير مناعة جماعية وتساهم في تأمين العودة المدرسية في ظروف آمنة في انتظار استكمال تطعيم التلاميذ.
وأكد الشريف في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن العودة للتعلم بالإيقاع العادي هو تجسيد لحق أساسي للأطفال في التعلم بعد أن أثرت الانقطاعات المتكررة على صحتهم النفسية وتحصيلهم المعرفي.
وأشار إلى أن تونس لم يكن أمامها في السنتين الماضيتين بديلا عن غلق المدارس وقطع الدروس أمام ضعف الولوج إلى الإنترنيت للتعلم عن بعد، وفشل الحكومة في إدارة الأزمة الصحية وعجزها عن جلب اللقاحات الضرورية لتطعيم التونسيين.
وتمثل العودة إلى المدارس في تونس حدثا عائليا مهما تستعد له الأسر منذ النصف الثاني من شهر أغسطس باقتناء ما تعرضه المحلات التجارية من مستلزمات مدرسية بمختلف أنواعها، وتغيير إيقاع عيشها مع التوقيت المدرسي لأبنائها.
ويأمل الأولياء أن تمر السنة الدراسية الحالية دون انقطاعات أو مفاجآت غير سارة بسبب انتشار وباء كورونا، فرغم ما قامت به وزارة التربية التونسية من إجراءات تنظيمية لتأمين عودة دراسية طبيعية وآمنة من تعقيم للمدارس وتطبيق للبروتوكول الصحي مازالت مخاوف الأسر قائمة من إمكانيات عودة متحورات فيروس كورونا إلى الانتشار.